انتظرنا طويلا الإصلاحات التي وعدنا بها.
واللافت في هذه المرحلة أن الحكومة رفعت الإصلاح شعارا لمسيرتها.. تفاءلنا خيرا وانتظرنا ما هو قادم عله يصحح ما أصابنا من أخطاء الماضي.. تابعت اللقاء الصحفي مع سيادة وزير العمل والشؤون الاجتماعية الذي جرى مؤخرا بتاريخ 17/5/2011 . وأكثر ما لفت انتباهي رد السيد الوزير عن شرط العمر حيث قال (( من لم يحصل على عمل وتجاوز عمره الثلاثين فيبدو أن هناك خلل في العاطل عن العمل))..
سيادة الوزير دعنا نبدأ خطوة خطوة:
أولا: ما هو تعريف الإصلاح، يعرف الإصلاح: لغة: ضد الإفساد وهو من الصلاح المقابل للفساد، إذن علينا أن نعترف أن هناك فسادا أصاب شريحة واسعة من الشباب التي عانت من الحكومة السابقة طيلة سنوات وهي تبحث عن فرصة عمل دون جدوى. لذلك تم اختيار هذه الحكومة لإصلاح الأخطاء التي سرقت من عمرنا الشيء الكثير..
ثانيا: هل تعلم سيادة الوزيرة فرص العمل التي وفرتها الحكومة السابقة العتيدة، أحيل هنا على تقرير اقتصادي نشره الصحفي زياد غصن يقول فيه ((اعترفت الحكومة السابقة أنها لم تستطع خلال سنوات الخطة الخمسية العاشرة توفير إلا ما يقرب من 39 ألف فرصة عمل، من بين 250 -300 ألف فرصة عمل كانت قد وعدت بتوفيرها في موازناتها الاستثمارية السنوية خلال الفترة الممتدة من العام 2005 و لنهاية العام 2009))، إذن نحن أمام فشل حكومي حقيقي علينا إصلاحه وتداركه.. وعلينا أن ندرك أكثر أن الكثير من الشباب بقي عاطلا عن العمل في ظل هذا الفشل. وهذا الشباب العاطل عن العمل يستحق غير ما قلته عنه أن هناك خلل ما بالعاطل عن العمل. بل يستحق التقدير والثناء لصبره...
ثالثا: نبارك للمتعاقدين والمؤقتين تثبيتهم خطوة جيدة.. لكن هناك سؤال كثير ما يراودني كيف حصل على العقد أو العمل المؤقت؟؟ الواسطة هنا سيدة الموقف.. فلنفترض مثلا أني ذهبت إلى الوزارة الخارجية لأحصل على عقد مياومة أو مؤقت هل سأحصل عليه؟؟ أو أي وزارة أخرى هل بالإمكان من دون واسطة أو محسوبيات؟؟. بينما هم حصلو على وظائف ثابتة مستقرة دون عناء.. ونحن بقي علينا انتظار المسابقات والقراءة والتحضير وشهادة المعلوماتية واللغة علّ الحظ يحالفنا.
رابعا: سيادة الوزير قراراتكم شملت خريجي الجامعات فقط وما دون أي المعاهد والشهادة الثانوية.. لكنكم نسيتم حملت شهادات الماجستير والدكتوراه من تصنيفكم علما أن عددنا ليس بالقليل وأنا أحدهم، فهل هناك من حلول في انتظارنا؟؟.
خامسا: نقترح عليكم التنسيق مع كافة الوزارات في الإعلان عن مسابقات وأن يكون حق التقدم للجميع مشروع، من دون اختراعاتكم بقضية العمر أو المعدل أو ما شابهها من اقتراحات.. وأن لا تكون مكاتب التشغيل هي الجهة الوحيدة التي تزود سوق العمل بالعمال. من حقنا نحن أن نعمل وأن نعيش وأن نبني أسرة مثلنا مثلكم...
خامسا: من يدقق في كلام سيادة الرئيس بشار الأسد في كلمته التوجيهية يدرك بأنه حملكم هموم كل مواطن، والشباب خاصة عندما قال: ((عندما يشعر هذا الشباب بأن الأفق مسدود أمامه فربما يحبط ويصل إلى اليأس وربما يدفعه هذا اليأس للانقلاب على كل مفاهيمه العائلية أو حتى الاجتماعية والوطنية فلذلك هذا تحد ليس فقط اقتصادياً وإنما هو تحد وطني مرتبط باستقرار سورية)). وهذا حالنا سيادة الوزير بعد قراراتك.