هلا صرلنا شهرين عايشين بظاهرة يوم الجمعة.. أو مظاهرات يوم الجمعة..
البداية كانت مأساوية كتير .. حالياً, الحمد الله, الأمور عم تتحسن مع استمرار وجود مظاهرات يوم الجمعة.
أنا حالياً ماني بالبلد, و بصراحة عايش بوضع نفسي متخبط بين الخوف على البلد, ويمكن خوف من المستقبل.
إذا منرجع لتفاصيل بداية الأحداث, طبعاً بوقتا كانت الجزيرة عم تغطي البلد اعتماداً على شهود الزور و الفيديوهات اللي عاليوتيوب و ما يسمى بقناة شام. و مناظر الدم عالطرقات و صوت الرصاص كان مؤلم. بس مع ذلك, من بداية الأحداث كنت بشك إنو الناس اللي استشهدت بالمظاهرات كان وراها طرف واحد و بس.. ما كانت عم تزبط معي أبداً القصة اللي كانت تنقال على التلفزيونات. يا سيدي هالقناعة قدرت إنو تتغلب على أفلام الفيديوهات اللي معبية اليوتيوب, و السبب منطقي إنو هالفيديوهات كانت تورجي الناس المقتولة بس ما كانت تورجي مين القاتل .. و بتفسير منطقي و عقلاني و بعيد عن (الكره) ما فيني اتهم الأمن فقط دون غيره بهالجرايم.
تعززت هالفكرة لما بين إنو في جماعات مسلحة و إنو فعلاً في توجه إنو تصير الأمور على طريقة ليبيا.. و متل ما صار بليبيا لما "على غفلة و بين يوم و ليلة" طلع علم ليبيا الجديد و صار يرمز لثورة التحرير, كنت متوقع إنو علم الاستقلال بسوريا رح يطلع من قبل بعض الجهات لنفس الهدف, خاصة إنو كان مبلش يطلع عالفيسبوك عند بعد المجموعات.
أنا كنت من المؤيدين لدخول الجيش للمدن, و ما كنت عم شوف الوضع متل ما كان البعض يصورا على أساس غزو و اجتياح. السبب إنو عندي استعداد نفسي و بعرف إنو الجيش "سوري" بالنهاية, يعني مانو مستورد من غير بلد. و رغم كل شهود الزور اللي طلعو عالجزيرة و اللي كانوا يقولوا إنو الدبابات عم تقصف البنايات و معركة حقيقية عم بتصير, أثبتت الأيام إنو هالكلام مو صحيح.
بس كل هالكلام بدو استعداد نفسي, بدو قناعة قوية تصل لدرجة "الإيمان" ببعض الأحيان.
هاد الشي ما بيلغي إنو في أخطاء صارت, و نحنا (المغتربين) ما عم نسمع إذا عم بيصير في اهتمام من الدولة بأهالي الضحايا, أو يمكن هاد الشي ما عم بيصير.
بحكم وجدي برات البلد, التواصل مع الأهل و الأصحاب اللي بالبلد ضروري, كنت و ما زلت بحكي مع أهلي و بتطمن عليهون و بسأل أخي عن الأوضاع و شو عم بيصير. من باب إنو يحطني بصورة الحياة اليومية. و لما انقطع الاتصال معون أسبوع بسبب الأوضاع بالمنطقة اللي عايشين فيها, حسيت حالي إني رح أغرق و بلشت تظهر الهلوسات و التخيلات عن الدبابات و القصف وووو.. بعدين الحمد الله اتطمنت عليهون, بس شو بدك بالحكي (القصة فعلاً بدها "إيمان").
كل اللي آعدين برات البلد عندون تصور إنو البلد عم يغلي و الأمور عم تتدهور, و هاد الشي لإنو وين ما رحت عالنت, جرايد, تلفزيونات, راديو .. كل شي بيعطي صورة عن البلد مختلفة عن الواقع.
و تجلى هاد الشي عالفيسبوك بظاهرة دعم "الثورة السورية" و الحرية و الاستقلال, و بلشت الملفات القديمة تطلع من جديد.. حرب إعلامية قوية جداً مترافقة مع تشويه و استخفاف بمصداقية الإعلام الرسمي و المحلي..
من القصص الواقعية عن عدم تصديق الرواية الرسمية للأحداث, إنو واحد من شباب الفيسبوك عم يتناقش مع ابن عمو اللي آعد بالبلد. هاد بيقللو يا أخي هدول مجرمين و هدول عم يجوعوا الناس وووو . و هداك عم بيقللو, (اخي سماع مني و كب بالبحر, اللي عم بتقولو مو صحيح , و اللي عم تسمعو من الجزيرة كذب و و وو..) آم هداك فعلاً , سمع منو و كب بالبحر و ضل ما عم بيصدق..
على فكرة هي الحملة على الإعلام السوري كان هدفا كسر التواصل بين الدولة و الناس. يمكن الطريقة اللي كانت "الجماعات الإرهابية" تنعرض على التلفزيون فيها , طريقة الحكي, طريقة "كل شي" ما كانت على مستوى تلفزيون دولة.
يعني الخلاصة التواصل بين المغتربين و الدولة (صفر).
و هاد هو الواقع للأسف...
و اللي زاد الطين بللة هو التقسيم اللي كان بالأول (مندس و غير مندس) و هلا صار (معارض و موالي). هاد الشي جديد علينا, بس الخوف من ظاهرة التخوين اللي عم بتصير من الطرفين إنو تصير عادة.
ما بظن إنو تخف الحملات عالفيسبوك إذا ما صار في شي على أرض الواقع من جهة المطالب اللي عم يتنادى فيها و اللي هيه مو تنازل من الدولة أبداً, لإنو الرئيس بنفسو قال إنو مطالب محقة و حكى عنها بآخر مرة ألقى الخطاب.
بطلب من كل اللي عم يتهموا اللي آعدين برات البلد بالخيانة إنو يروقوا شوي.. الكل بيحب البلد, و لكل واحد توجه سياسي أو فكري يمكن ما يتوافق مع الجميع بس الأكيد بيصب لمصلحة البلد..
شكراً لقناعاتي و لاستعدادي النفسي و لإيماني بالله و الوطن و قدرة الشعب.. أنا ممكن تتغير قناعاتي , ممكن "يضطرب استعدادي النفسي" بس ما رح يتغير إيماني.. لإنو إيمان راسخ... شكراً