news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
فشة خلق
من أجل سورية .. لا للتخوين والافتراءات المتبادلة... بقلم : سورية لكل أبنائها

لأجل سورية .. إلى الطلاب العرب في أوربة ودول الغرب .. أوقفوا حملات التخوين إلى الشرفاء الذين مازالوا ينطلقون من ضميرهم الذاتي وأحاسيسهم الوطنية.


 إن ما يحدث اليوم في سورية قد أوجد أزمة حقيقية على المستوى الواقعي بين من يتعرضون للقتل والتهديد والفقر وربما التشرد، بسبب ما يسفح من دماء رخيصة بين المدنيين والجيش وقوات الأمن، ولما يسببه من أوضاع تؤثر مباشرةً على الحركة الاجتماعية والاقتصادية في الوقت الراهن والمستقبل القريب والبعيد، ولما له من أثر مباشر على فرز غير مرغوب به في وطن يتغنى بتعدديته الأصيلة والتاريخية غير المصطنعة، وهو تعدد تتميز به أكثر الأمم رقياً وتطوراً، بل لعله أحد أهم أسباب التفوق في المجتمعات المتحضرة، ولعله الصورة الأبهى لمستوى الانفتاح والتعايش وقبول الآخر، وهو ما يؤسس للحراك الاجتماعي والفكري بما يخدم قوانين المجتمع وتشكيلاته الحضارية. فسورية لم توجد من 100 عام أو 200 عام بل هي من أقدم بلدان العالم ودمشق هي أقدم عاصمة مأهولة في التاريخ الحضاري، والتاريخ لا يقف عند فكرة أو دين أو شخص أو رمز أو معتقد، فالتاريخ الجدلي للحياة السياسية والاجتماعية والفكرية يسير، وتبقى سورية، بيتاً للشعب السوري.

 

 الشعب السوري الحي الذي عمّر حوض البحر المتوسط، والذي أبدع أنى ذهب، فعلم الحضارة والعمران للعالم الغربي، وقدم أروع صور البناء الاجتماعي له وما علينا إلا أن نقرأ تاريخ الكنعانيين والفينيقيين والآشوريين أو أمجاد قرطاج التي بناها السوريون أو أن نتبصر في الميثيولوجيا وتاريخ الفلسفة فزينون الإيلي ساهم في بناء الفلسفة القديمة عند أقدم الحضارات الفكرية، أو أن نتساءل عن السبب الذي حافظت به سورية على لغة المسيح عليه السلام حتى أيامنا الحاضرة، وكل هذا غيض من فيض. من هنا نتوجه إلى الطلاب الموفدين إلى بلاد الغرب- ومن خلفهم الجالية السورية أيضاً- الذين أرسلتهم سورية على نفقة الشعب السوري عامةً من أجل نقل المعارف الحديثة إلى وطنهم الأم وتعليمها في جامعاتها، لأنهم من يحمل مسؤولية التقدم المعرفي والعلمي، ويعتدُّ بوعيهم في الأزمات. إن ما يحدث من أزمة في سورية سيترك أثراً عميقاً مهما كانت النتائج، ولكن كل أثر يمكن أن يمحى مع الزمن إلا أن الأثر النفسي الذي قد يتركه الأخ جرحاً عميقاً عند أخيه هو أشد الآثار ألماً وأصعبها براءً، لذلك ندعوكم إلى عدم الانجرار خلف حرب القذف والتخوين، فإذا كان هذا شأنكم أنتم، وإذا كنتم تقبلون السقوط في نار الحقد والتحاقد وهدم مستقبل الأجيال القادمة، فلا نعتب إذاً على الإنسان البسيط الذي قد يدفعه الحقد إلى القتل أو التخوين أو التهديد، بسبب ارتكازه على العاطفة ونبذ الوعي.  

 

لقد أثبت التاريخ القديم والحديث أنه ليس باستطاعة طرف من الأطراف أن يلغي الآخر، لذلك يجب أن نقبل بفكرة التعايش، والحوار، وقبول الآخر، وتكافؤ الفرص ومستويات العيش، والقبول بتغيير بعض الآليات الاجتماعية بهدف رتق الهوة بين مكونات المجتمع السوري، وعليكم بما تحملونه من وعي وخبرة وتجربة واحتكاك بالأمم المتطورة والبلدان ذات البناء المؤسساتي الديمقراطي، أن تكونوا أهم من يدعوا إلى فكرة نبذ العنف ومد جسور الوئام والتلاقي بين مكونات الشعب السوري، فلينظر كل منكم في ضميره ولينطلق من مصالح المجتمع السوري عامةً ومن إحساسه الوطني ومن الصورة المثالية التي يريدها لوطنه الأم سورية، فمن حق كل إنسان أن يعطي رأيه ضمن ذات الدائرة التي تسمح لأخيه أن يقول رأيه أيضاً، دائرة الاحترام وتحليل معطيات الأفكار بهدف الالتقاء عند ما يشترك به الجميع، لأن ما يجمع بين مكونات المجتمع السوري أكثر بكثير مما يفرقه لذلك ندعوكم جميعاً إلى:

 

1.      وقف حملات التخوين العلنية المبنية على الظن والتخمين والتقول على صفحات الفيس بوك، والتي ستكون نتائجها كارثية على أرواحكم جميعاً، لأنها أشد وطأة من القتل، ولن تترك إلا الحقد والأذى في المستقبل، عن طريق التخاطب المباشر بين المشرفين على تلك الصفحات واتخاذ قرار وطني بإغلاقها، وإنشاء صفحات مشتركة تحت عنوان اللحمة الوطنية لبناء مجتمع سورية المدني الحديث.

 

2.      العودة إلى قضيتكم الأساسية التي انطلقتم منها وهي حرصكم وخوفكم على سورية وعلى المجتمع السوري وعلى مستقبل الأجيال القادمة، فحملات التخوين وانقطاع التواصل مع الآخر، جعل ما يدور الآن على صفحات التخوين أشبه بحرب دائرة ومستعرة فنسيتم سورية وأصبحت قضيتكم قضية ثار من الآخر وتخوينه بما لا يليق بمستوياتكم العلمية والمعرفية فأصبحتم كمن يحقق بطولات جديدة عند كل استفزاز يقوم به للآخر أو شتيمة يوجهها لأخيه ونسيتم أن في سورية دماء تسفح وبشر يهددون بحياتهم وأرزاقهم ومستقبل مجهول لأبنائكم، ونسيتم أن النصر الأكبر يكون ببناء المستقبل المشترك الأرحب، ويردم الهوة التي أسست لها الأزمة.

 

3.      تشكيل لجان إصلاح تحت عنوان عريض وواحد هو سورية والشعب السوري والمستقبل السوري، تهدف إلى إيجاد قنوات اتصال بين الجميع، بهدف الاغتناء من كل الآراء، والوصول إلى المشترك الذي يوقف الانزلاق في أتون الكراهية، ويعمق علاقات الأخوة بين الشعب الواحد.

4.      إغلاق صفحات التخوين كافةً، وتأسيس صفحات ذات طابع حضاري يستفيق من خلالها وعيكم الوطني والإنساني، تهدف إلى الحوار العقلاني الذي يصل الأخوة ببعضهم، وتنبذ الفتنة وتلتف على أي مؤامرة تريد إيجاد شرخ بين مكونات سورية مهما كان مصدرها.

 

5.      السعي نحو الانطلاق بمسيرة تحت شعارات تجمع كل الأطراف والآراء وتمثل نواة ومثلاً أمام المجتمعات الغربية التي تقيمون فيها تعبر عن الإخاء واللحمة الوطنية والتوافق السياسي، يكون فيها العلم السوري الشمس الوحيدة التي تبث الدفء في مشاعرنا الوطنية، وخارطة سورية شجرةً يتفيّأ تحتها الجميع. - الحيلولة دون أي تدخل خارجي في الشؤون السورية الداخلية، ورفض أي خطاب خارجي يوجه إلى الشعب السوري، وعمل كل ما أمكن دون الوصول إلى الحالات الاستعمارية البغيضة، والتوجه نحو الالتفاف والتكاتف في وجه أي مخطط خارجي، عن طريق إيجاد صيغة تحفظ حق كل الأطراف في سورية ووقف التفكير بأي حل خارجي، أو أي حل يلغى به طرف من الأطراف.

6.      اجتمعوا على كلمة سواء، وتعاونوا على المحبة والبر بأمكم الكبرى سورية، واعتصموا بحبلها ولا تفرقوا.

 

 

عاشت سورية حرة عربية مستقلة وعاش الشعب السوري مثالاً للتعددية والمدينة والحضارة.

 

2011-05-26
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)