بعد عرض أساليب اتخاذ القرار الإداري ، وبيان أهمية دور فرق العمل الداعمة في إقراره ، يأتي الحديث عن دور مكاتب المتابعة وتقويم الأداء في عملية الإصلاح الإداري المنشود ومن هنا أبدأ لطرح وجهة نظري في ذلك
إنّ إحداث مكاتب للمتابعة وتقويم الأداء في كل إدارة مركزية أو فرعية ، أو في المحافظات ، أو في المؤسسات والشركات ، يتيح المجال أمام فريق العمل الداعم العامل فيها لأداء وظائف هامة ومهام محددة لإنجاز الإصلاح الإداري بسرعة و بفاعلية فماذا عن ذلك العمل ؟
يتكون فريق العمل في هذه المكاتب من أشخاصٍ فاعلين ومؤثرين ، متميزين بالخبرة النظرية والعملية وبالتخصص المهني ، يحبون عملهم ويتقنونه ، ولديهم القدرة على التواصل والتعامل - بروح مرنة وبصدق وشفافية وبتشاركية - مع الآخر ، هؤلاء الأشخاص هم :( خبير إداري ، وآخر قانوني ، مدقق حسابات ، فني متخصص ، نقابي نشيط ) يتم اختيارهم بعد مقابلتهم واختبارهم وقياس مهارتهم بموضوعية لمعرفة مدى قدرتهم على القيام بعملهم وتعتبر مرحلة اختيار فريق العمل أهم خطوة في الموضوع
يرتبط هذا المكتب إدارياً بالإدارة العليا في مركز عمله من ناحية ، و من ناحية أخرى بهيئة مختصة مستقلة يمكن أن تحدث تحت اسم ( هيئة الإصلاح والتطوير الإداري ومحاربة الفساد ) تتبع مباشرة لرئاسة مجلس الوزراء
تكون مهمة عمل الفريق الداعم في هذه المكاتب ، متابعة تنفيذ قرارات الإدارة وبخاصة الإصلاحية منها والتطويرية لما لها من أهمية في تحقيق الأهداف ، وتقويم أداء العاملين بشكل علمي وفق مقاييس موضوعية وبما ينسجم مع القرارات المتخذة ومع روح القوانين الناظمة لهذا العمل ، بحيث يشمل العمل في هذه المرحلة السلم الرتبوي من أعلاه إلى أدناه بهدف الضبط الداخلي لآلياته لكشف الانحرافات والصعوبات والمشكلات واقتراح تصويبها لإنجاز الإصلاح الإداري المطلوب ، كما يتضمن عمل الفريق الداعم مراقبة التنفيذ في كل العمليات والمراحل والجوانب والمجالات ، مع التركيز على الأمور المالية منها لكشف الفساد خاصة ما يتعلق بالرشوة والاختلاس ، ويشمل أيضاً تدقيق الحسابات ومراجعة القيود وعمل التقارير التوجيهية والإرشادية بالملاحظات الأولية لأخذها بالاعتبار ومنع تكرارها مستقبلاً وفي المحصلة يصب العمل في هذه المكاتب في إطار تفعيل وظائف الإدارة في التوجيه والرقابة كما يمكن أن يساهم المكتب في وظيفة التنظيم بحيث يقترح هيكلاً تنظيماً آخراً يصلح للعمل بشكل أفضل لتحقيق الأهداف
إن إحداث مثل هذه المكاتب لا يحتاج إلى إجراءات إدارية صعبة ، لأن الموضوع يتعلق بإرادة المسؤول المعني فقط ، وذلك إذا ما اعتبر بأن الفريق الداعم العامل في مكاتب المتابعة وتقويم الأداء بمثابة فريق استشاري لهذا المسؤول يمكن اختيار أعضائه من العاملين في الإدارة إذا أمكن ذلك أو من خلال التعاقد معهم كخبراء
وبعد : أرى أن إحداث مثل هذه المكاتب ، أو تفعيل عملها إذا كانت محدثة سابقاً في بعض الإدارات ، إن ذلك العمل هو خطوة مهمة تساهم إلى حد كبير بتسريع عملية الإصلاح المنشود ووصوله إلى أهدافه