صحاب البسطات في باب الجنان يطالبون بالبدائل…تنظيمها يوفر مئات من فرص العمل..ويحسن الأداء الخدمي…لعبة القط والفأر لم تعد تجدي نفعاً مع أصحاب البسطات …صاحب بسطة : أعمل منذ /40/ عاماً في باب الجنان على بسطة خضار وهي مصدر رزقي الوحيد
ظهر في الأسابيع القليلة الماضية فرص عمل جديدة مكانها الأرصفة والشوارع وأصحابها أرباب أسر بسطاء همهم الوحيد كسب لقمة العيش من كد يمينهم وعرق جبينهم وقد كان الحظ الأوفر لمنطقة باب الجنان من حيث الكم والعدد ورغم أن المظهر غير حضاري إلا أن خلق مصدر رزق لأرباب الأسر أمراً في غاية الأهمية
وإن كانت هناك بعض السلبيات الناتجة عن تأمين هذا المصدر فالقمامة والأوساخ حول بسطات الخضار والفواكه أصبحت لا تطاق إلا أن الأهم من ذلك وما يثلج الصدور أننا حينما نرى صاحب بسطة يبيع بضاعته للمارة ويكسب رزقاً حلالاً يترك لدينا شعوراً بالراحة والأمان لأن هذه البسطة تترك لدينا رسالة مفادها أن هذه البسطة قد أنقذت عائلة من الجوع والضياع .
وأنا واحد من الآلاف الذين ينظرون إلى أن وجود تلك البسطات رغم مساوئها العديدة أفضل بكثير من غيابها وانقطاع رزق أصحابها . بأم العين خلال عدة سنوات مضت كان يؤلمني كثيراً مشهد يكاد يتكرر في معظم أيام الأسبوع وهو لعبة القط والفأر بين موظفي البلدية وأصحاب البسطات فهذا تصادرت بضاعته وآخر أخذت منه رشوة مقابل السكوت عنه هذا عدا عن الفوضى وارتفاع أصوات المشاجرات الكلامية وبدون أية فائدة وتغير ملموس على أرض الواقع . لقاءات مع أصحاب البسطات في باب الجنان حسن دالي بائع على بسطة خضار كان يعرض الثوم أثناء لقائنا معه لديه ثلاثة أبناء يعيش معهم في منزل مستأجر بمبلغ /4500/ ليرة سورية شهرياً كان يعاني من البطالة قبل أن يلجأ إلى الرصيف في باب الجنان ويفترش بسطته على الأرض وقد كان عاطلاً عن العمل منذ عدة سنوات بعد أن ترك عمله في أحد معامل الغزل والنسيج وأضاف بأنه قد حاول العمل على البسطات مرات عدة في السابق ولكن ملاحقة عناصر شرطة البلدية حالت دون ذلك وأنا سعيد في عملي وأحصل يومياً على مبلغ مالي ما بين /300 - 400/ ليرة سورية أقتات أنا وأفراد عائلتي منها وأمنيتي الوحيدة ألا أمنع من العمل على البسطة وأعود ثانية لفقدان مصدر رزقي .
يوسف مدراتي /25/ عاماً متزوج ولديه ولد واحد ولا يملك منزلاً ويسكن مع أهله في نفس الدار قال : أعمل بأجر يومي قدره /500/ ليرة سورية وقد شعرت بالسعادة والسرور في الآونة الأخيرة ولم يعد أحد من عناصر البلدية يتعرض لنا ويمنعنا من العمل على البسطات هذا مما خلق لي الكثير من الصعاب وأن أعمل بشكل مستمر وبدون انقطاع وعطل بين الحين والآخر كما كان يحدث معنا في السابق والبسطات هي مصدر رزق لعدد من الشباب ممن لا يتقن مهنة لذلك نتمنى إيجاد حل دائم لنا ولا يمكن أن يستمر القلق والخوف معنا فنحن لا نريد شيئاً سوى أن نعيش ونكسب الرزق الحلال .
وصل ياسين أبو مصطفى إلى عمر /70/ عاماً وهو يعمل منذ عام /1974/ في بيع الخضار والفواكه في باب الجنان متزوج ولديه ابنتان ويملك غرفة وصالون ويكسب يومياً ما بين /200 -400/ ليرة سورية وهمه أن يأكل من تعب يديه مع أسرته ولا يستدين من الآخرين ولا معيل له إلا الله . والمشكلة المستعصية منذ عشرات السنين هي ذاتها وفي السابق كنا يومياً نعاني من ملاحقة عناصر البلدية والمصادرات والرشاوى وما نراه خلال الأسابيع القليلة الماضية ترك ارتياحاً كبيراً بين أصحاب البسطات وزاد من دخلهم وذلك في ظل غض الطرف وعدم ملاحقتنا من قبل عناصر البلدية وأخيراً أقول البسطة ثم البسطة لأنها مصدر رزقنا ولا نريد أن يأخذها أحد من بين أيدينا .
مصطفى بليد يعمل على بسطة بيع بطاطا ويكسب رزقه اليومي ليعيش مع أفراد أسرته ووالديه كونه وحيداً لهما وهو سعيد جداً في ترك أصحاب البسطات يعملون دون مضايقات وإزعاجات متكررة من عناصر البلدية وعن غياب موضوع النظافة وتراكم أطنان من القمامة داخل السوق قال إن هذا الأمر لا يمكن ضبطه ولا يوجد ثقافة لدى الباعة للحفاظ على النظافة وبالفعل معاناتنا مع القمامة والأوساخ داخل السوق مستعصية وبحاجة إلى حل .
ما بين الصح والخطأ يبدو أن الصح والخطأ أمران غير واضحين في بعض الأمكنة ويصعب اتخاذ قرار حاسم حيالهما وفي موضوعنا هذا ظاهرة البسطات نرى بأنه من الخطأ أن تنتشر أوراق الخس وغيرها من بقايا الخضار والفواكه وبكميات كبيرة أعلى