news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
فشة خلق
لأجل هذا يتظاهر السوريين ...بقلم : حالم بغد أفضل

عندما أذهب إلى أحد الدول الأوربية أشعر بضيق كبير وغصة في حلقي وتساءل يطرق أبواب عقلي ويحثني على التفكير مع امتزاج لحرقة كبيرة ودموع تتساقط من الأنين على حال بلدي الحبيب سوريا ...


تساءل عن سبب تخلف هذا البلد وتراجعه في كل إحصائيات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية .. دائماً نكون في ذيل القائمة في التعليم والتربية في الحريات والشفافية في الاقتصاد والاختراع و .... ناهيك عن الإبداع فهذا أمر مفروغ منه وللأمانة فإننا نكون في رأس القائمة عندما نتحدث عن انتهاك حقوق الانسان !!!!  

 

ويزيد ألمي حواري الشيق مع جدي الحبيب عندما يذكر لي أمجاد سوريا قبل الوحدة مع مصر كيف كانت قوتها الاقتصادية والحريات العلنية والتعليم والإبداع و.... وأمور أخرى تجعل من جدي ينفعل ويشببها بسويسرا العرب لكني أقطع عليه رحلته عبر التاريخ وأذكره بالواقع المرير وبأننا في ذيل القائمة ليس قائمة أوربا بل بالمقارنة مع أبناء جلدتنا بني العرب.  

 

ودائماً ما يعارضني خالي العزيز ويمتطي جواده السريع ويحمل في يده حربة البعث العتيد وينطلق ليقاتل طواحين الهواء ويصرخ في وجهي إننا بلد الممانعة بلد الصمود والكرامة هنا تبخرت أحلام أمريكا بمشروع الشرق الأوسط الكبير وعلى حدودنا انهزمت إسرائيل وبهذه المقاومة نكون أفضل بني الدنيا وأعلا بني العلا وكل ما تراه من مظاهرات ما هي إلا مؤامرة لكسر هيبة الممانعة وسلب إرادتنا المحررة وإرغامنا على ما يريده العم سام وإخوانه  وهذه هي الغاية والأمل من المظاهرة.....  

 

وعندما أشعر به قد اقترب كثيراً من أحدى الطواحين أقاطعه بأدب الحوار خشية الاصطدام والسقوط نحو الهاوية الجوفاء وأهمس في أذنه هذه الكلمات... من لم يكن قد اهتم ببناء داخله وأسس بنيانه بشكل صحيح ومتين فهو ضعيف ومارد من عجين وطين ولا يمكنه الممانعة ... داخلنا يا خال أصبح كالغربال .. جسد تفتك به الأمراض .. أمراض عصية على الشفاء .. يصدق فيها قول الأستاذ ميشيل كيلو بعد وفاة الرئيس حافظ الأسد والحديث والتطبيل عن التطوير والإصلاح والتحديث ( حافظ الأسد ورث نظاماً لا يمكن       إصلاحه ) يا خالي العزيز هل قرأت التاريخ ؟؟ هل قرأت كيف ابتدء الرسول الأعظم محمد عليه الصلاة والسلام عصر الدعوة ؟؟ 13 سنة  يربي فيها الصحابة ويبني البيت الداخلي لدولة الإسلام وخلالها لم يرفع راية واحدة للجهاد لكن بعدها بأعوام قليلة اتسعت رقعة هذه الدولة ودمرت فارس والروم ..

 

 أليس كذلك يا خال ... وغير بعيد عنا أسوق لك هذا المثال ... عماد الدين الزنكي ونور الدين الزنكي انشغلا بالمجمل في توحيد بلاد الشام وتربية الناس بمساعدة أئمة عظماء والرقي بالمجتمع في كل المجالات على الرغم من أن الدولة الصليبية كانت على اعتاب دولتهم لكنهم فهموا حقيقة النصر أنها من مجتمع متكاتفٍ يرقى بالعلم والأخلاق ثم توحيد بلاد الشام مع مصر وبعد ذلك أتى صلاح الدين ليقطف الثمار ويحرر القدس من الصليبيين .. أليس كذلك يا خال ...وصفحات التاريخ مليئة بالشواهد على هذه الحقيقة  لكني لا أريد الإسهاب.

 

يا أحبابي أمة لا تعتني وترتقي وتثق وتحترم أفرادها أمة لن يكتب لها النصر حتى على أضعف الأعداء

 

 

 

حالم بغد أفضل

 

الجمعة  27.05.2011

2011-06-11
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)