جائني اليوم اتصال من سورية من أحد أصدقائي لكنني لم اعرف من هو بالضبط! ..

 كلمة " ألو " التي قالها خرجت مختنقة من حلقه وكأنها تكاد تخنقه!..

نطقها و كأنه يتلفظ بها للمرة الأولى في حياته .. قالها بعد صمت أتاح لي سماع ما يجري حوله!

صوت جموع من الناس وكأنها جنازة! ولكن مع وجود الهتاف فلربما هي جنازة انقلبت الى مظاهرة! ...

اخترق صمته أحد من هم الى جانبه وهو أيضا صديقي ولكن لا أعرف من هو! وقال له منبها " لا تقله انو مات "

شعرت عندها بالشلل بينما تصارع يدي للحفاظ على السماعة على أذني .. صرخت بأعلى صوتي صرخت من شراييني من عظامي من لحمي يائسا من أن يجيبني المتصل محاولا أن يصل صوتي الى من هو الى جانبه

 سائلا : قلي مين هو! ألووووو ألوووووو لك قلي مييييييين .. ألووووو!... ولكن لا أمل! لا يرد و ربما لا يستطيع!

  مع أن الخط لم ينقطع فصوت الجموع لا يزال مستمرا ... استيقظت عندها لأسمع صوت هاتفي يقرع وصوت الأخبار ينبعث عاليا من التلفزيون .. وكم تمنيت أن أعود للنوم لكي أعرف من هو؟

لكن لا لا انه مجرد كابوس ..

انه لا أحد ..

 سقطت هذه الفرضية ولكن كل الاحاسيس والمشاعر التي رافقت هذا الحلم لم تسقط بعده!