news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
قصص قصيرة
دعوة للحياة... بقلم ناديا الأحمر

استهدى خطوات طريقه بروية , تلمس نور ظلمته , فتش جيوب  ذاكرته , لم  يصعب عليه  إيجاد مفتاح  حجرته اليتم , نفث برودة  جسده  , تصاعد تعب روحه بنفحات  متصاعدة  هاربة من سجن  شفاه تلونت  بلون السماء تلقائية  لا عشقاً ,

أسرعت  اليد الأولى لوطنها الفقير , واستسلمت الأخرى للهجرة  لتدير المفتاح  بالباب  الشيخ  ,


دخل عجولاً  , متردداً , كطفلاً  ضائعا ً وجد أمه  فرحا , وتذكر عقابه  خوفاً , ظلام  كظلام  روحه , أبتسم  ,سخر  من نفسه ودخل , لحظات ....وأنذرته معدته الصغيرة , صرخت مطالبة بقوتها القليل المعتاد , فركها مواسياً  ,مبصرا إياها  .

طأطأ رأسه  بخيبة , وثم رفعه نحو النافذة الهرمة  نظر لها بعيني مسافر . غادرت روحه جسده  عبرت ممرات الذاكرة المظلمة ,نبشت القبور النائمة .

أمسكت غنائمها بجوع ألقت بالهياكل البشرية هنا وهناك ,افترست  قاتليها , الأموات منهم والأحياء , قبلت بشفاهها  جباه المحبين  انحنت بخجل أمام  الرفاق المناضلين واعتذرت لفقر الحيلة والتدبير , اتكأت روحه بتعب وملل على  جدار أحلامه العتيق , شعر بحسرة الطفل الرضيع الفاقد رائحة شعر أمه الغزير.

 غضبت روحه وثارت , قتلت من قتلت بين صفوف أشباح أعداءه , مرتخياً فوق ركام الأموات المقتلين, عندما دوى رنين ضحكتها ألتفت روحه بحنين , ركضت لحيث ينبت الصوت ,

مدت يدها لها , أمسكها برفق ,قبلها بحب كما يقبل المهاجر تراب وطنه بعد غياب  سنين .

همس لها  : اشتقت لك .

لمعت تاك العنين  كجوهرة صقلت .

ابتسمت شفاهه التي كاد جمود الأفراح وندرتها أن ييبسها .

سألته : ما حالك ؟

أجابها بحزن : أني ضائع ...جائع للحياة .....يتيم.

أنت  يا منقذتي ولعنتي  ...لما تركتني ... محتاج  لك  أنا ... أريدك ....أريدك حية .

قال لها : أني ها هنا أوجد  في عقلك ...أحيا بقلبك ... أبصر النور بذاكرتك

قال لها : ماذا  أفعل دونك .

ردت بتحدي : أحيا ...هاتي يدك ... ترفع عن أكوامك هذه .. أرميها ...ألقيها .. ,أنها تنتقم منك للمرة الثانية بهدر حياتك حقداً  عليها .

 عد  للحياة... بك أنت  أنني أحيا , أن لم تعش أمتني  ....

أطرق رأسه  مفكر  ...تنفس بحرية  ...لحظات ونهض عن أكوامه  , نفض غبار ثأره عن ثيابه .

قال لها باستنفاذ :وأنا هربت من أشباح ظلامي ,لن تتحرر حياتي من قسوة حاضري   .

أستدرك ببراءة  : أنظري  لكفي , ترين هذه الخطوط  أنها  قدري ,تلك  هي دروبي بالحياة متعاقدة متصالبة  لا منفذ لحلها

ردت عليه بحب: أسأت قراءتها , أنظر لها هي دروبك تجتمع بعقدة وتنثر منها منافذ  أربع أسلكها جميعها أو أختر منها لتصل لنجاتك .

عاد الرجل ليقظته  كسكير فاق من دواره  ,مد يده ,نظر بعمق لخطوط كفه ,أبتسم بخجل ,رأى روحها تراقبه مبتسمة

همس لها :أشكرك يا لعنتي الحلوة

2010-10-31
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)