و من دون تعريف , و ألحانها في سجايا الناس , تندى من العيون , غائرة من القلب , قلب كل الناس و عقل كل من شرب من ماء سوريا , في أعماقه يصرخ العقل و تتنبه الحواس و تنّخي الأخلاق و المكارم , و يجود به الدين و الفضيلة و حلمٌ لكل شعبٍ ؛ و شعبي حلمه و مبتغاه من دون تعريف (( الوحدة الوطنية )) .
عندما تتآلف المُقل و تشُجن النفوس و تسما الروح في درب ينشده الفكر و تستقيه الثقافة و تبنيه الغيرية لسموٍ يُبنى بالمبادئ و القيم مجد وطني , من دون أن تكون لي وله و لها سوى وحدة المصير في النهج و التفكير في أن مع كل الأيادي و تلاقيها سمو و رفعة و تقدم و ازدهار أمتي .
لا يأتي أقل التقدير من الشيء , إلا بالعمل الصادق و النية الحسنة و القلوب المعطاءة , و لا تعطي ثمارها الأشجار من دون العمل و لا ينضج الموسم مع الكلل , و لا يثني العزائم سنين المحل , إنها المعلقة على صدور الشعوب , و إنما من جد وجد , و من سار على درب التأني وصل , و كل من يحاول التغيير من الجذر قد فشل , فقد وصلت بلادنا إلى مبتغاها عبر الأمل , فلنحافظ على سورها المتين و حصنها من غدر التجارب و السنين بالوحدة الوطنية .
أعدائنا لنا بالمرصاد , و يعملون ليل نهار بكل ما أوتوا من علم و إمكانيات , و تكنولوجيا و إستراتيجيات على هدم بنيان عقولنا و وهن نفوسنا و إضعاف عزائمنا و تشتيت أفكارنا و سلب إنجازاتنا و قهرنا و إعادتنا إلى ساحاتهم نهيم على وجهنا , يعودون بنا عبر الزمن إلى غابر الأزمان من التخلف و الظلم , و لكننا متمسكون بالوحدة الوطنية , فلنرى عزمهم مع عزائمنا التي لا تهون , و التي تأصلت فينا و باتت في جبين كل السوريين عرف و اعتقاد و مبدأ لا ينطوي .
إن ما تتعرض له سوريا اليوم من هجمات إعلامية متعددة و متنوعة , بكل اللغات و اللهجات , و بشتى الأشكال و الألوان , إنما هي حركة متوقعة دائما من أعدائنا , و نتاج طبيعي من ردات فعلهم على ممانعة سوريا و وحدة سوريا و قومية سوريا و توجهات سوريا لنصرة حركات التحرر و الثورة في شتى بقاع الأرض , إن دعمنا لقضية فلسطين و المقاومة يكلفنا الكثير , و نحن راضين عن كل النتائج , لإننا وحدنا من نصنع قراراتنا و نصيغ سياساتنا و نبني توجهاتنا , إنها الحضارة التي أمعنت منذ آلاف السنين تبني بإبناء سوريا التحضر و الإنسانية و الرسالة , إنه الدين و الأخلاق و نقاء الضمير , الذي يجعل كل سوري فخور بما تقدمه بلدي لكل العالم و أهمه الوحدة الوطنية .
و الكل لا ينكر حق كل مواطن في حرية الرأي و التعبير , و في الإصلاح و التغيير , و في التحديث و التطوير , و مع كل الجهد و العمل التي تقوم به القيادة السياسية متمثلة بشخص السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد , لا يسعنا إلا نحكم العقل و نحسن التدبير , و ليكن كلٌ على عقله أمير , بإن التغيير لا يأتي عبر الغوغاء و الإنفلات و التطبيل و التزمير , فكلٌ أدرى بحقله و ما يحتاجه من بذار و ماء و تشجير , و ليس الوقت ما نعنيه من صبر , فالأمم تحتاج دائما لعقود و عقود و لو حتى للتطوير , لم نرى أمة عبر كل التاريخ بنت حضارتها بسنين و عقود , بل إحتاجت كل العوامل و كثيرا من العمل و التضحيات حتى أمسى لقبها حضارة , و ليست الثورات الشعبية دائما نحو التغيير , من بنى الحضارات هو التنظيم والعلم و العمل و ليأخذ كل منا مثالا على نفسه , فبدون العلم و العمل لا تتهيأ الظروف الجيدة للأسرة حتى تبني و تربي و تعلم و تزدهر , و يحتاج منها كل الوقت لتفعل أقل من ذلك , فما بالنا مع الدول و الممالك , و ما يبني كل مجتمع هو تآلفه و غيريته و تعاونه ؛ ودائما هي الوحدة الوطنية و هذا لكي لا نسهى .