تابعت البارحة بعض القنوات الفضائية وعلى شاشتها قد كتب خبر عاجل باللون الأحمر ( في سوريا غدا مسيرة مليونية بأمر من الحزب الحاكم)
وتكرر الخبر كثيرا وما استوقفني كثيرا أمام هذا الخبر هو كيفية صياغته فلم أفهم ما معنى بأمر من الحزب الحاكم في سوريا وتناسيت الأمر كله كما أتناسى كل أخبارهم العاجلة، وبدأت نهاري اليوم وأنا أتوجه الى مكان عملي للإنطاق في مسيرة تأييد الوطن وتفاجأت بالعدد الكبير من الحشود المتجمعة وكانت الساعة لا تزال الثامنة صباحا والجميع يهتفون للوطن للرئيس للجيش والأعلام السورية ترفرف في أيديهم والجميع في حالة تناغم لم أراها من قبل وكأن الجميع متواجدون في عرس واحد والكل يعرف بعضه ويلقي التحية على الأخر والأبتسامة لا تفارق الوجوه ، واستدعى وصولي الى مكان عملي فترة طويلة بعد أن مشيت أيضا للمسافة لا بأس بها وكنت أشاهد رجال كبار في السن يمسكون في أيدي بعضهم وأسمعهم يتمتمون بصوت خافت بأدعية لله بأن يحمي الوطن والبلد وسمعتهم يرددون دعاء لم أسمعه من قبل ( اللهم أمنا في أواطننا) وبدون شعور مني رددت معهم أمين، ثم تفاجأت بتواجد للعلم السوري مفروش على الأرض في تناغم رائع لألوانه على مد النظر والناس متجمهرين من حوله يركعون على أقدامهم ويقبلون العلم السوري وأرض الوطن معبرين عن حال كل سوري منا يتمنى لو أنه يشاركهم هذه اللحظة
واستوقفني منظر للطفل صغير يحاول قطع الشارع وهو يخلع حذائه ليمشي حافي القدمين حرصا منه على أن لا يلامس شرفنا الغالي سوى أرجل طاهرة،.وعندما وصلت الى مكان عملي شاهدت امرأة كبيرة في السن معتادة على بيع بعض الأشياء على عربة صغيرة وكان من يعرفها في المكان يسألها عن عربتها وسمعتها تجيبهم ببساطتها سيعوضني الله في يوم الغد لكني اليوم أحضرت حفيدي معي فهو يحب الرئيس بشار ويردد دائما كلمته سوريا الله حاميها وهنا وودت لو أن كل العالم قد سمعها أو رأى حفيدها الصغير فهم حكما لا ينتمون الى أي حزب وليسوا مستفيدين من جهة معينة وأنتمائهم الوحيد هو الى هذا الوطن العظيم .
وهنا عادت بي الذاكرة وكأني أشاهد الخبر أمامي الآن على تلك الفضائيات بأن الحزب الحاكم في سوريا يأمر بمسيرة مليونية ،وبعد ما شاهدته اليوم في شوارع دمشق وساحتها والذي اكتفيت بذكر بعض مشاهداته أقول لهم جميعا يمكن لأي حزب في أي مكان من العالم أن يحشد الكثير من الناس في أي مكان وزمان ولكنه عاجز تماما عن صنع تلك الحالة من العشق اللا متناهي للوطن للعلم للأرض للرئيس للأم سوريا فما رأيته اليوم هو نموذج حقيقي لما تعنيه كلمة الوحدة هذه الوحدة التي جمعتنا اليوم على اختلاف ألواننا وأنتمائتنا وأنماطنا وأعمارنا وحدة جمعتنا لنخط بأيدينا أحلام كل السوريين في وطن أمن موحد مستقر نسعى فيه دائما الى تحقيق الأفضل لنا جميعا الى جانب قائدنا الشاب بشار.
وبين قوسين كما يقولون( لا يعيبنا اليوم وجود حزب حاكم في وطننا ما يعيبنا حقاً هو تلك الشعارات والهتافات التي يصنعونها لنا في الخارج ويرددها البعض حتى بدون أن يعي مرادفاتها والى إي مجهول قد تأخذنا..............
حماك الله يا وطني