ظهرت مؤخراً حملات لدعم الليرة السورية أرى في طياتها تسريع لانهيار الاقتصاد الوطني
فحملة دعم الليرة السورية بالعملات الأجنبية من الأمور الجيدة وتحويل الأرصدة من العملات الأجنبية إلى الليرة السورية أمر جيد و تحويل الحسابات في البنوك من خارج سوريا إلى داخلها أمر جيد
أما حملة ادخر ولو بـ 1000 ليرة فإني أرى في طياتها مخاطر كبيرة فمن جهة تقوي المراكز المالية للبنوك العاملة في سوريا ولكن لها أثر كبير في بطئ دورة الاقتصاد وهذا هو الخطر الأكبر
فمن المعرف اقتصاديا أن هنالك نوع من انخفاض سعر العملة المرغوب لما له من تأثير على دعم الصادرات و تقليل الواردات من خلال فرق العملة
فعندما تنخفض الليرة مقابل الدولار مثلا ستصبح السلع المستوردة غالية و سيتحول جزء من مستهلكيها إلى البضائع المحلية وهذا ما يقلل خروج الدولار من سوريا و بالنسبة للتصدير فسعر البضاعة خارج سوريا سوف يصبح منخفضاً بالنسبة لباقي السلع مما يشجع على تصديرها و دخول عملة أجنبية أكثر على سوريا
ولكن هذه الخطوة تحتاج إلى دعم من قبل السوق الداخلية لتوفير بيئة مريحة للصناعيين من ناحية تغطية التكاليف وهذا يحتاج إلى أن يكون السوق المحلية في حالة طبيعية لا أن نمتنع عن الشراء و نضع في البنوك
فالنقود بشكل عام هي سلعة بالنهاية و يقوى سعرها عندما يكون الطلب على شراها كبير و العرض من بيعها صغير في التاريخ يوجد حوادث مشابهة مثل بريطانيا و فرنسا عندما كان هناك سباق في تخفيض قيمة العملة لتنشيط الاقتصاد
أما بالنسبة لدعم الليرة السورية فهو وسيلة وليس غاية , أما الغاية فهي دعم الاقتصاد وتوفير أسباب استمراره
بالنهاية فالخطوات لدعم الليرة السورية يكون بـ
1- تخفيف المشتريات من البضاعة الاجنبية و التوجه نحو المنتجات الوطنية
2- تحويل الارصدة من بنوك خارج سوريا إلى بنوك داخل سوريا
3- الابتعاد عن الادخار المنظم للطبقات الوسطى و الفقيرة لأنها تعتمد بشكل كبير من استهلاكها على بضائع وطنية
نرجو من أصحاب الخبرة المشاركة بالتعليق لتعم الفائدة على الجميع