منذ بدء الاحتجاجات المطالبة بالحرية , علت أصوات أخرى مناوئة لها متهمة ً المشاركين فيها بالخيانة ومنذ ذلك الحين ونحن نسمع شعارات تؤكد على الوحدة الوطنية وأهمية تلاحم الشعب لتجاوز الأزمة وهناك من يشكر الله على هذه المحنة لأنها قربت الناس من بعضهم وجعلتهم كالجسد الواحد .
لكني أتساءل , إن كان هذا الكلام صحيحا .. فلماذا نرى الاقتتال بين طرفي المعادلة مازال قائما ؟...الاقتتال الذي لم تعهده سوريا من قبل .
لماذا يبدأ التخوين عند اختلاف الآراء ووجهات النظر ؟؟!!
أعتقد بأن الجواب واضح جدا ... فهذه الأزمة جديدة علينا ..خاصة أنه ليس من المتعارف عليه في مجتمعنا احترام الاختلاف , والمحزن في الأمر أن كل طرف يجعل من الآخر عدوا له و يهاجمه بشتى الوسائل فتبدأ الاعتداءات وتتولد الأحقاد ناسين العدو الحقيقي الذي يتربص بنا .. وكأن وطننا لا يكفيه جراحاً حتى يزيدوا من استنزافه باقتتالهم داخله !!!
أخي المعارض .. إن كنت لا تريد أن ترى نصف الكأس الملآن فلن ينجح النظام بإرضائك مهما عبأ من كؤوس , لذلك أتمنى أن تضع حقدك عليه جانباً وتعطيه فرصة ..ليس حبا فيه بل حبا بالوطن !!
وأرجو منك ألا تسمح بجعل مطلبك ستاراً يستغله البعض القليل ليخفي أغراضه المريضة و الهادفة إلى ضرب استقرار بلدك .
ولصاحب الرأي الآخر ..أرجو أن تعلم أن لكل نظام أخطاء .. ولكن إن بدأت بالهجوم على من يخالفك رأيك ..فأنت لا تضر أحدا إلا النظام الذي تؤيده .
واعلم أنه كما نختلف بالأشكال فإننا نختلف أيضاً بالأفكار ..فلتترك لأخيك مساحة حرة للتعبير عما يجول في رأسه علك تلتقي معه في منتصف الطريق .
إخوتي .. إن وجد شخص سيئ في مجموعة ما فهذا لا يعني أن تحكموا على المجموعة كلها بالسوء ... لأن كل شخص يمثل نفسه ..نفسه لا غير !
أرجو أن يتسع صدركم لآراء وأفكار بعضكم المختلف عن الآخر ..فالوطن لا يمكن أن يصمد إلا بتلاحم أطيافه والمعادلة لا يمكن أن تحل إلا بوجود توازن بين طرفيها .
دعونا نترك "الأنا" ونبدأ بـ "نحن" , دعونا نلجأ لحوار عنوانه الوطن ومضمونه الأمل ..الأمل ببناء سوريا جديدة يعمها الأمن والاطمئنان , وتتسع لجميع الأطياف والأفكار .
واعلمو أن الوطن للجميع ..واستقراره هو هدف كل مواطن شريف ... وهو كالطير لا يمكن أن يحلق إلا بجناحين اثنين .