رافقتنا منذ نعومة اظفارنا عبارة شهيرة " الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك " ولكنني أجزم أن القائمين على مكتبة الأسد لم يضعوا هذه الحكمة في حسبانهم عندما اعتمدوا آلية العمل وإعارة الكتب للباحثين من زوار المكتبة .
فعلى الرغم من نظام الفهرسة الإلكتروني الذي تعتمده المكتبة والذي يعد وبحق اختصاراً كبيراً للوقت والجهد إلا أن المرحلة التالية المتمثلة باستعارة المرجع هي مرحلة بدائية للغاية تعتمد بصورة أساسية على العمل اليدوي للموظفين وتتضمن العديد من العقبات التي تبدد الوقت دون فائدة تذكر فمثلاً لا يجوز للباحث طلب أكثر من مرجعين مع العلم أن جلب المرجع المطلوب في أسرع الأحوال يستغرق نصف ساعة وعند الازدحام قد يصل الوقت إلى ساعة ولو اكتشف الباحث أن المرجع الذي طلبه لا يناسب ما يريد من حيث محتواه فهو مهدد بإضاعة ساعة إلى ساعة ونصف اخرى حتى يحصل على المراجع الجديدة أما التصوير فهو حالة تنطوي على الغرابة فالموظفين القائمين على هذه العملية عادة ما يكونون اثنين وهم حريصين على التوقف عن قبول تصوير أي مرجع قبل ساعة من انتهاء فترتهم ( لإعداد حساب عائدات التصوير )مع ملاحظة انهم يحرصون في الوقت ذاته على الحصول على استراحتهم في الكافتيريا يعني الوقت المهدور قد يصل إلى ساعتين ذلك فضلاً عما قد تفاجئ به دون إعلان مسبق بان الكتاب غير صالح للتصوير والسبب هو أن أوراقه مصفرة بعد أن يكون الباحث قد أَنهك في مراجعة مضمونه وتحديد ما يريد تصويره منه وبالتالي فإنه يلزم الباحث الذي يريد الاستفادة من مكتبة الأسد بمرجعين مثلاً أن يخصص لزيارتها بين أربع وخمس ساعات وهو وقت لا يتناسب البتة مع شخص يريد إعداد رسالة ماجستير او دكتوراه ويلزمه لإعداد بحثه مئة مرجع أو يزيد .
وعلى كل حال أنا ادعو السيد وزير الثقافة إلى النزول إلى المكتبة في هيئة باحث مع ضرورة القيام بذلك وهو بحالة نفسية جيدة كي لا ينزلق للتعجل في ردة فعله تحت وطأة الاستفزاز الذي قد يعانيه عندما يكتشف أن الوقت كالذهب ولكنه في مكتبة الأسد مجاناً