تأكد للجميع وخاصة للمواطن السوري أن هناك مجازر حقيقية ترتكب على أرض سوريا بحق مدنيين وعسكريين، وبشكل مخطط له وعن سابق إصرار، لغاية واحدة هو التصوير من اجل المادة الإعلامية للقنوات الفضائية.!  

وتأكد الجميع أن في هذا العصر الإعلامي المتطور العصري و العلمي، انخفضت قيمة الإنسان والإنسانية إلى مستوى السلعة التجارية حتى أصبح القتل والقتل الجماعي والوحشي وبطرق وأساليب غريبة وفظيعة فاقت الوحشية وتجاوزت الجريمة، وكل ذلك لتأمين مادة إعلامية تتسلق بها تلك المحطات على سلالم الشهرة الوهمية الزائفة.! فتصور أيها الإنسان وتصوري أيتها الأم  وأيها الأب وأيها الحقوقي المريض، تصوروا جميعاً أن يقتل مائة عسكري من أبناء الشعب السوري من أبنائكم الأبطال بأسلوب همجي وبأعصاب باردة، وكأنها مسرحية تراجيدية، تحت الأضواء وبقيادة المخرجين وإدارة المنتجين وأمام العدسات والكاميرات التحريضية والتضليلية، تصوروا مهزلة الجمعيات الحقوقية والدول الغربية التي تدعي الديمقراطية والحرية، أن تساند هؤلاء القتلة المجرمون وتدعمهم مالياً ومعنوياً ودبلوماسياً وتحتكر لهم مجلس الأمن العالمي لتمرير فعلتهم وإخراج مسلسلهم وترويج أفلامهم المخزية، وتصوروا أن ينبري مجموعة من رجال الدين الذين لا دين لهم ليترادفوا خلف تلك المجموعات المسلحة ويبررون لهم أفعالهم لا بل يبتدعون لهم أحاديث وآيات وفتاوى يندى منها الجبين، ويبكي عليها كل دين.

وهل يخطر على بال أحد من البشر أن يُقتل أبنه ويحرق محله وتقطّع أوصاله لا لشيء سوى من أجل التصوير، والمنفذون هواة للتصوير، وأدوات منفذون عند منظمات ودول وجمعيات وتلاميذ عند شيوخ دين لا همّ لهم سوى التصوير وكل ذلك في غياب الضمير وزوال ثقافة الأخلاق وتدني المعرفة في ابسط مبادئ كل دين.

أيها السوريون يا رواد الإنسانية وأصحاب الثقافات ومنتجي الحضارات، انتبهوا فأنكم أبطال مسلسلاتهم و وغاية كاميراتهم، وضحية عربدتهم وفسقهم وتفسخ أخلاقهم، اختاروا أرضكم الطاهرة لتكون مسرح التصوير واعتمدوا جهلتكم وأبنائكم المراهقين وشبابكم المنحرفين ورجالكم الضالين عناصر لمسلسلهم، وتيقظوا قبل أن تفلت من أيديكم حبال سفينتكم، وعندها سيضحك عليكم الغرب ويشمت فيكم العدو، ويهزأ بفعلتكم المراهنون.