إنسانية لأنها تجمع كل البشريـــة فإن فيروز والرحابنة وحــدوا أذواق الناس في كل أنحـــاء العالم هذا الثلاثي الطيب العجيب الذي يسحرك كل يوم كأنك تسمعه لأول مرة ...
اجتماعية لأن فنجان القهوة والزيارات لا تحلو إلا بسماع أغاني فيروز ولا تحلو المناسبات إلا بها ، وهي تزيد مشاعر المحبة والتواصل الاجتماعي ، وتمنع الميل إلى الغضب .
اقتصاديــة ؟؟ لا يُـــدهش أحـــدكم ..... إذا سمعت فيروز في الصباح قبل العمل ... وأثناء العمل ألا تكون إنتاجيتـــك اليومية أعلى ؟؟؟ ألا تشعــر وأنت تقـــود سيارتك ببطء حين تسمع فيروز ؟؟ ألا تلاحــظ أنك تبحــث عنهـا في كل وقـــت ؟؟؟ كي تنسى القلـــق .... كي يزول الغضـــب .... كي تمحو آثار الأخبار اليومية وخاصة أخبار الحروب والكوارث .
إذا أردت أن تعبـر عن شعــور الحـــب لرفيــق عمـــرك غنيـــت " أنا لحبيبــي وحبيبــي إلي " ، إذا أردت أن تعلم طفلك الحب تقول له " قد البحر ببحبـــك " " عمرك بعمر الورد ما كفى السنة وشو الدنى يا بني وشو طعم الدنى ... إن ما هبجت وجي بإيديك الحرير " .
إذا أردت أن تعبر عن الكرامة الوطنية فلتسمع " الكرامة غضب والمحبة غضب والغضب الأحلى بلدي " .
إذا أردت أن تصلي لله فلتسمع " لا تهملني لا تنساني يا شمس المساكين .... إذا كلن نسيوني وحدك ما بتنساني " .
إذا أردت أن تتعلم القيم فاستمع إلى " القمر بضوي عالناس والناس بيتقاتلوا .... هالحقول وساع والدني بتساع ... " .
إذا أردت ان تفرح بأشعة الشمس الأولى فاهتف " يا صبح روج ...... طولت ليلك ....... " .
إذا أردت أن تتذكر حماة الديار في كل الحروب فدندن " خبطة قدمكن عالأرض هدارة " .
أما إذا أردت أن تغني لسوريا الشامخـــة فلا تستطيـــع منع دموعــك من الانسكـــاب حين تسمـــع "شام يا ذا السيف ........ قرأت مجدك " .
إذا أردت ..... وإذا أردت .... وإذا أردت ......... .
فلترافقنا فيـــروز والرحابنة في وجداننـــا ، في ذاكرتنـــا ، في عيون أطفالنا ، في بسمة الصبايا ، في زنود الرجال ، في أحلام الشباب ... وفي ذكريات الأهل الأحباء.
أرجــــو أن يلفــت هذا العنوان انتباه كل الأجيـــال في كل بلاد الشـــام أولاً والعالم كله ثانياً ، ليعيشوا هذه المبادرة ويستمتعوا بها ، وأرى أنها لا تقل أهمية عن مبادرات السلام التي تتعب الناس ولا تعطي النتائج المتوقعة منها .
ولا بد من أن نحمد الله أننا عشنا في زمن فيروز والرحابنة .