لست هنا بصدد الهجوم على أحد ولا الدفاع عن أحد ولكن تكرار بعض الجمل في مقالات السادة المشاركين دفعني لهذا النقد.
لطالما كان الإسلام يا سادتي دين التسامح والأخلاق والمعاملة الحسنة مع الناس جميعا دون تمييز ولكن يبدو أن الوضع قد تغير هذه الأيام بالنسبة للبعض فهم لا يرون من الإسلام إلا قشوره ويريدون فرضه على الغير دونما أدنى التزام من طرفهم بتعاليمه التي ينادون بها.
فتسمعهم حينا يقولون أن النساء في الشارع يلبسن لباسا غير محتشما ويثرن غرائزهم ولا يرحمون شباب المسلمين من "فتنتهم".
بالله عليكم أي دين هذا الذي يقول لكم أهتكوا أعراض النساء والرسول محمد صلى الله عليه وسلم قال أن زنا العين هو النظر طالما أنكم تعرفون هذا فلماذا لا تغضون أبصاركم وتلتزمون قول الله تعالى (وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فان الجنة هي المأوى) صدق الله العظيم
أليست الجنة هي المبتغى ؟؟
فأمر الله واضح في هذا وليس له مبرر كأن يقول أحدهم أن هناك لباس فاحش أو سواه.
لماذا لا تلتزم النساء أولا باللباس؟؟ ولكن كيف ستلزم من هو غير مقتنع بتنفيذ شيء ما من خلال نص أيضا لا يقنعه بينما أنت لا تنفذ المبادئ التي تقتنع بها وتستند إليها علينا أن نبدأ من أنفسنا قبل أن نطلب شيئا من الآخرين وهذا سؤال بسيط برسم الإجابة كيف أستطيع أن أكون محاسبا ماليا يتعامل مع الملايين دون أن أسرق؟
وكيف أطلب الالتزام الديني من حجاب أو صيام أو غيره دون أن ألتزم أولا حتى لو كنت ملتزما ليس لدي الحق في أن أطالب أحدا بالعمل بغير قناعاته ولكن الشيء الوحيد الذي أقاتل من أجله هو حريتي الاجتماعية الكاملة دون همز أو لمز.
والحرية الاجتماعية المقصودة هنا ليست هي الحرية العشوائية كما قد يظن البعض بل هي حرية التعبير عن الرأي وحرية ممارسة الطقوس الدينية بعيدا عن التعصب الأعمى وكل الحريات الأخرى التي تحدثوا عنها مسبقا ولكنهم نسو أن يذكروا إحداها ليس عمدا وإنما لم يخطر ببالهم أن تكون ملابس الفتاة مشكلة في بلادنا العربية.
علينا ألا نكيل الاتهامات للآخرين بسبب مشاكلنا النفسية والاجتماعية فقد اعتدنا ذلك بدل أن نبدأ بأنفسنا ونعترف بأخطائنا ونحاول تصحيحها.
ففي زمننا هذا أصبح لباس الفتيات سببا للتحرش اللفظي والجسدي في الشوارع دون أي وازع ديني من هذا الذي يقول احتشموا أولا؟!
وأصبح سبب انتشار الأفلام الجنسية هو فسق النساء واغتصاب الأطفال أيضا سببه الدراما السورية أيضا
بالله عليكم هل هذا كلام أناس عاقلين؟
وكما نتقبل نساء منقبات ومحجبات دونما أي ضغينة على هؤلاء أن يتقبلوا الأخر بنفس الطريقة وقضية منع النقاب في الجامعات هي قانون دولة وليست مطلبا اجتماعيا حتى يطالب البعض بمنع( التعري) بنفس الطريقة مع أنه مطلب بعيد عن الواقع لأن من يترك هؤلاء النساء (المتعريات) لله عوضه الله خيرا منهن في الآخرة بالحور العين.
هذا هو منطقكم وهذا ما قاله لكم الإسلام وجميعنا يحترمه فالتزموا به ولكن لا تلزمني بما لا يناسب قناعاتي ولا تقنعني بحجتك بل بحجتي فالوطن للجميع.
عذرا بسبب الأخطاء النحوية.