كتبت في بداية الأحداث في سوريا:
كعادتي ...أحلم وأحلم بجرأة...فمن وحي الأحداث التي جرت في سوريا وفي الدول الأخرى كنت أردد دوماً "يا بلادي يا بلادي أنا بحبك يا بلادي "و لأنني اتهمت منذ زمن بوطينتي الزائدة وبغيرتي الشديدة على سوريا ؟؟؟
حلمت أن يجمعنا الرئيس ويعطينا الأمان و يقول لنا ادلوا دلوكم واحلموا بصوت عال و أنا منذ زمن أنتظر هذا اليوم ...سأقول له ..أني قد أصبح بعد أيام قليلة محامية متمرنة وسئمت من نظرة المجتمع لهذه المهنة سئمت من أن القضاء غير نزيه و أن المحاماة متهمة بأنها مهنة المرتشين و الفاسدين وأن الناس المستقيمين فقدوا ثقتهم بالقضاء فإما سلموا أمرهم لله و عنده لا تضيع حقوق أو قرروا أن يثأروا لصمتهم ويأخذوا حقهم بأيديهم ....
سأقول له أني لا أريد أ أخاف من كتابة مقالة أشرح فيها أفكاري وأحلامي ...
لا أريد أن أخاف من تعريض نفسي وأهلي لخطر الاعقال إذا صدحت بصوتي وقلت :لا لا وألف لا لأحد المتنفذين؟؟؟
أريد أن أقرأ الصحيفة التي أشاء و أينما أشاء ...
سوريا التي نحب ستكبر و تزدهر إذا استطاع الشباب أن يفكروا بحق أن يحلموا بصوت عال ومسموع ....
سوريا التي نعشق ستزدهر إذا كان القانون سيداً على الجميع وإذا كانت الفرص متساوية أمام جميع المجتهدين لأنني أتألم شديد الألم عندما أدخل دائرة حكومية و أراها تغص بالموظفين و معظمهم لا يعملون والحقيقة أن هناك الكثير من العمل يحتاج لمن يقوم به لكن روح المبادرة مفقودة والحافز والرقيب غائبان إذ يقول لك أحدهم :"اشتغلت ولا لاء واصلني راتبي "
تستغرب صديقاتي من شدة إعجابي بأحاديث إحداهن إذا تحدثت عن تجربتها في السويد أو انكلترا أو كندا و آسف لأننا كذلك؟؟
نحن كأناس نستحق أكثر بكثير مما هم عليه لكننا ضيعنا ديننا وحضارتنا فصرنا نحلم أن نصبح مثلهم ...
وسأقول له أني أريد أن أخالف من هم أعلى مني مرتبة وأن تُسمع وجهة نظري ...
أريد أن يقدر جهدي واجتهادي ...أريد أن أطور مهاراتي دون حدود ..أن أعرف عن التكنولوجيا مثلما يعرف جار بيل غيتس وأن أعرف عن الطاقة النووية مثلما يعرف المفاعل النووي عن نفسه أريد أن أعرف عن قانون الطوارئ كل شيء ..عن المذاهب في سوريا و في غيرها ...أن أعلن رغبتي في المعرفة وبكافة أشكالها دينية واجتماعية وسياسية دون خطوط حمر لأنني بلأصل أكره اللون الأحمر ؟؟؟؟
أنا ككثيرات غيري نحلم بهامش أوسع من الحرية والديمقراطية ؟؟أ ن نعرف ماذا يعني حزب و ماذا تعني أهدافه ؟؟أن يكون صوتنا فعالاً أ نختار من يمثلنا في اتحاد الطلبة مثلاً دون اشتراط نشاطه الحزبي المعلن أو المخفي!!!
أريد أن يكون لي فرصة بالعمل في وزارة الخارجية أو في إحدى السفارات دون أن يكون معي واسطة غير مؤهلاتي....
أحلم أن تذوب المذاهب في حب الوطن وأن تكون قيمتنا الحقيقية فيما نقدمه للوطن ....
سأقول له أني أحب سوريا جداً "وأني أموت أموت وبلادي تعيش"
سأقول له أننا مستعدون لنقف بجانبه لبناء سوريا بعد أن أصبح معظمنا عبئاً عليها؟؟؟
سأقول له أننا لا نريد دمار سوريا ولا حرق ورقة فيها ولكننا نريد سوريا حرة أبية أريد أن أردد النشيد السوري و أنا فخورة كل الفخر بأنني سورية ....
أريد أن يعيش أولادي حياة أفضل من تلك التي أعيش ولا أقصد اقتصادياً فقط بل فكرياً واجتماعياً....
أحلم لهم بعالم منفتح وملتزم في آن معاً أحلم أن تدرس أيام عمرهم يوماً بيوم وهم ما زالوا أجنة أن تفكر الدولة معي بمستقبلهم"مدارسهم ,كتبهم ,نشاطاتهم ,مهاراتهم"
لا أحلم بمدينة فاضلة ولا أؤمن بوجودها أصلاً لكنني أحلم بقدر كبير من احترام الإنسان و احترام أفكاره و تقديس إبداعه و رعاية طموحه وتبني أحلامه مهما كانت ساذجة أو حتى مستحيلة ؟؟؟
هذا ما أحلم به فهل أحلامي هذه تعد ثورة ؟؟؟!!!