بعنوان الأدلة النقلية و الحسية على إمكانية الصعود إلى الكواكب و على جريان الشمس و القمر و سكون الأرض" وهذا بعض ما جاء في الخلاصة (أوضحت فيما تقدم أن القول بدوران الأرض اليومي و السنوي كله باطل و ذكرت من الأدلة النقلية و الحسية و كلام أهل العلم من الفسرين و غيرهم من علماء الإسلام و علماء الفلك ما يدل على سكون الأرض و استقرارها و عدم دورانها و أن الشمس هي التي تجري حولها كما نظمها الله عز وجل لمصالح العباد)
و إليكم بعض التفاصيل:
شاع بين كثير من الكتاب و المؤلفين و المدرسين في هذا العصر أن الأرض تدور و الشمس ثابتة و راج هذا على الكثير من الناس و كثر السؤال عنه فرأيت أن من الواجب أن أكتب في هذا كلمة موجزة ترشد القارئ إلى أدلة بطلان هذا القول و معرفة الحق في هذه المسألة فأقول قد دل القرآن الكريم و الأحاديث النبوية و إجماع علماء الإسلام و الواقع المشاهد على أن الشمس جارية في فلكها كما سخرها الله سبحانه و تعالى و أن الأرض ثابتة قارة قد بسطها لعباده و جعلها لهم فراشاً و مهداً و أرساها بالجبال لئلا تميد بهم قال تعالى (أو لم ير الذين كفروا أن السموات و الأرض كانتا رتقاً ففتقنا هما و جعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون و جعلنا في الأرض رواسي أن تميد بهم وجعلنا فيها فجاجاً سبلاً لعلهم يهتدون و جعلنا السماء سقفاً محفوظاً و هم عن آياتها معرضون و هو الذي خلق الليل و النهار و الشمس و القمر كل في فلك يسبحون) و قال تعالى ( الله الذي رفع السموات بغير عمد ترونها ثم استوي على العرش و سخر الشمس و القمر كل يجري لأجل مسمى يدبر الأمر يفصل الآيات لعلكم بلقاء ربكم توقنون و هو الذي مد الأرض و جعل فيها رواسي و أنهارا) و قال تعالى (و ألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم وأنهاراً و سبلاً لعلكم تهتدون) .
فهذه الآيات الكريمة دلائل قاطعة و براهين ساطعة أن الشمس جارية لا ثابتة و أن الأرض قارة ساكنة كما أرساها الله بالجبال الرواسي و مدها لعباده و بسطها لهم و جعلها فراشاً لهم و مهداً ليستقروا عليه و ينتفعوا بما خلق الله فيها, فمن زعم خلاف ذلك فقد قال كفراً و ضلالاً لأنه تكذيب لله و تكذيب للقرآن و تكذيب للرسول (صلى لله عيه وسلم) لأنه عليه الصلاة و السلام قد صرح في الأحاديث الصحيحة أن الشمس جارية و أنها إذا غربت تذهب و تسجد بين يدي ربها تحت عرش الرحمن كما ثبت ذلك في الصحيحين من حديث أبي ذر و كل كذب الله سبحانه أو كذب كتابه الكريم أو كذب رسوله الأمين فهو كافر ضال مضل يستتاب فإن تاب و إلا قتل كافراً مرتداً.
فلم يزل الناس مسلمهم و كافرهم يشاهدوا الشمس جارية طالعة و غاربة و يشاهدون الأرض قارة ثابتة و يشاهدون كل بلد و كل جبل في جهته لم يتغير من ذلك شيء و لو كانت الأرض تدور كما يزعمون لكانت البلدان و الجبال و الأشجار و الأنهار و البحار لا قرار لها و لشاهد الناس البلدان المغربية في المشرق و المشرقية في المغرب و لتغيرت القبلة على الناس حتى لا يقر لها قرار....
و من قال إن الأرض تدور و الشمس جارية فقوله أسهل من قول من قال بثبوت الشمس و جريان الأرض و لكنه في نفس الأمر خطأ مخالف للآيات المتقدمات و للمحسوس و الواقع ووسيلة للقول بعدم جري الشمس فقد أوضح الله في الآيات المذكورات آنفاً أنه ألقى الجبال في الأرض لئلا تميد بهم و الميد هو الحركة و الاضطراب و الدوران كما نص على ذلك علماء التفسير و أئمة اللغة..
و قال الإمام أبو جعفر بن جرير في تفسيره المشهور عند قوله تعالى ( و سخر الشمس و القمر كل يجري لأجل مسمى) ما نصه"يقول و أجرى الشمس و القمر في السماء فسخرهما فيها لمصالح خلقه و ذللهما لمنفاعهم ليعلموا بجريهما فيها عدد السنين و الحساب و يفصل بين النهار و الليل, وقال الحافظ ابن كثير في تفسيره عند قوله تعالى (و جعلنا في الأرض رواسي) أي جبالاً أرسى بها و قررها و ثقلها لئلا تميد بالناس أي تضطرب و تتحرك......
و الكتاب موجود عندي و قد قمت بعمل نسخة (PDF) منه لمن يريد فأرسلها إلى بريده الالكتروني