لجواب على سؤال ماذا بعد الحراك سأله مذيع لمحطة معارضة في 16/7/2011م لشخص ( س ) مقيم في الرياض تحت مسمى ناشط سوري؟؟؟؟
جوابٌ يمكن الإجابة به على سؤال وجودي يصح في البحث الانطولوجي عندما يسأل الفيلسوف عن نهاية العالم وكذلك الأمر يصح عندما يسأل أحدهم رجل الدين ماذا سيحدث عندما تأتي الساعة ومتى ستقوم القيامة؟ فيمكن في هذه الحالة الإجابة بـ " لا ندري ماذا ستكون النهاية " ولكن أن يأتي الجواب بهذا الشكل من أشخاصٍ يعتبرون أنفسهم مقرري لمصير الشعب السوري، فهذا ودون أدنى شك ليس إلا مفارقة لا محال. وهذا وإن دل فإنه يدل على أن هؤلاء لا يملكون رؤية مستقبلية من جهة ومن جهة ثانية هم لا يعرفون خطواتهم ونهايتها وهذا أيضاً مفارقة جديدة.
فإن كانوا هم أصحاب القرار فلا بد من تصور نتائج، ولكن هم بخطابهم المبهم يفضحون أنفسهم بأنهم ليسوا ممن يسمح لهم قيادة الدفة بالاتجاه الصحيح، فممكن أن يكون دورهم في التحريك وتأجيج الوضع لمرحلة معينة ولكن هنا ينتهي دورهم.
وهذا يجعلهم أمام مشكلة حقيقية، فإذا كان النظام يشكل أزمة ويجب الخروج منها، هذا يعني وبناءً على خطابهم أنهم سيدخلون الوطن في إشكالية، والإشكالية بالتعريف: هي التي ليس لها حل.
فهل المتاجرة بدماء 23 مليون مواطن سوري كمن يلعب النرد؟ فيرمي الحجارة والحظ سيفعل فعله.
وهم عندما يطرحون سؤالاً من قبيل من أعطى النظام الحق بتقرير المصير؟ لابد من مقابلته بسؤال من أنتم ومن فوضكم بتقرير مصير شعبٍ بأكمله دون روية للمستقبل؟
فالقيل بأننا لا نريد النظام دون أن نقول ماذا سيكون بعد النظام كمن يتبع المنهج الدينكيشوتي،
فإذا لم يكن هناك رؤية حقيقية يتفق عليها كل أطياف الشعب السوري تبنى على أساس المواطنة والعروبة معاً، وسينتهي الأمر إلى خراب البلد.
وأخيراً أقول لا يوجد في السياسة لمن يدعي السياسة جملة من نوع " لا ندري ماذا ستكون النهاية. "