news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
قصص قصيرة
رحلة غرامية صامتة... بقلم : حسام المعراتي

منذ سنوات يحبها...بل يهواها ... يلاحقها بنظراته.. يكاد لا يرى فتاة في الدنيا سواها..

كيف لا وهي حبه الأول ..كيف لا والبسمة لا تعرف طريقاً إلى شفاهه إلا حين يراها..


والدنيا يتملكها حين يراها.. منذ سنوات وهو ينتظر الوقت المناسب .. ليحدثها ليصارحها بحبه لها وبإعجابه بها... ليكون أقرب منها فهو دوماً يراها ولا يلقاها..

يريد أن يكسر حاجز البعد الذي بينهما ..أن يلغي بضعة الأمتار التي تفصله عنها.. لكنه لا يجرؤ على ذلك ولا يدري لماذا؟؟؟؟!!

عبثاً تذهب محاولاته ما أن يقترب منها حتى يبتعد عنها.. فيبدأ عذابه ازدياداً وتبدأ حرقة التفنيد تضنيه ..

تارة يلوم نفسه وتارة يعاتب لسانه.. منذ سنوات وهو على هذه الحال.........

ولكن الوضع الآن مختلف.. فسنوات الدراسة قد انتهت.. وكل ستذهب به سفن الحياة بمفرده..وعندها قد يحرمه القدر رؤيتها مجدداً.. وحينها لن يسامح نفسه أبداً..

إذن لا بد من إخبارها وإشهار حبها..

 

أخذ يفكر بما سيقوله لها وبماذا سيحدثها ولماذا الآن؟؟ وهي التي لطالما انتظرت منه ولو كلمة واحدة..لماذا الآن ؟؟ وهي التي أضاعت عمرها تنتظر منه ولو حتى سلاماً.

ومع ذلك أبعد ثورة الشك عن طريقه فهو واثق من حبها له بعدما بدر منها ما بدر .

وضع التفاؤل نصب عينيه وعزم على مصارحتها حتى أتى يوم لقياها...اقترب منها متوتراً كعادته مضطرب الحال تكاد خفقات قلبه تزاحم أجراس الكنائس في صوتها شدة..

شعر كأنه حقق مراده فهو لا يبتعد عنها سوى بعد قدم واحدة.. نظر إليها وإلى عينيها اللاتي لطالما حلم برؤيتهما عن قرب.. ثم ابتسم وعيناه تشعان فرحاً ولكن تراه ما لذي حدث؟؟؟؟؟؟؟

 

أتراها رفضت ؟؟؟؟؟ نعم لقد رفضت محادثته وقد كان رفضها جازماً هكذا شعر من خلال نظرات عينيها ولماذا لا يعلم...

أتراه أخطأ الشعور وأساء التقدير؟؟؟

فجأة شعر بصمت حاد قد سكن المكان.. وضربات قلبه القوية بدأت تخف وتضعف.. حتى شعر وكأن قلبه قد توقف..

أخذ يتأمل من حوله فلم يرى في المكان سواها...

 

لكنه ما أن تنفس حتى شعر وكأنه غريقٌ في بحر هائج وما من منقذ سواها يستنجد بها فلا تعينه ..أراد أن يخرج أكثر من مرة عن صمته لكن عبثاً تذهب محاولاته..

ما إن يحلم بالكلام حتى تجتاحه هزة عنيفة تبعثر الكلام والعبارات من ذاكرته و مخيلته ومع كل أسف بقي صامتاً ..أراد أن يهرب من ظله أحياناً ولكن أين المفر؟؟..

 

رغم ما حدث بقي صامتاً كتمثال قد تحجر وفي أحشائه صار بركاناً تفجر .عيناه لا تبارح عينيها قط.... وعلى لسانه سؤال ٌ لا يفارقه ولا يتركه أبداً لماذا!؟؟

أخذ يتأمل في عينيها ذكريات السنوات الماضية فلم يكن يصدق أنها الفتاة التي عشقها وغازلته طوال السنين التي مرت..

فجأة هز رأسه وابتسم ابتسامة صغيرة كاذبة وقد سبقتها دمعةً حراقة ً أبت أن تجري على وجنتيه بل سكنت طرف عينه لترسم بريقاً ممزوجاً بحزن ٍ عميق لعله أدرك السبب...... ورغم ذلك بقي صامتاً

 

رغم الكلام الجميل الذي كان يحمله لها في قلبه بقي صامتاً.. رغم عبارات الشوق والحب التي ألفها وصاغها من أجلها بقي صامتاً.

وما أن أغمض عينيه برهة ً حتى فتحهما على وقع خطاها وقد رحلت تاركة ً إياه سارحاً في رحلة غرامه الصامتة ليدرك أخيراً أنه قد تأخر وأن صمته هو السبب.........

 

2011-07-26
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد