كيف حالك صديقتي:
لا يمكنني أن اصف لك كم من النيران تلتهمني، لقد مشيت باتجاه الانتحار خطوة وعندما بدأت التنفيذ لم أكن قوية بما فيه الكفاية .. لا يقدر على الانتحار إلا الأقوياء .. أشعر و كأنني وسط البحر وحدي.. و قد غرقت...
و ربما قد مت .. إلا أن الألم سرق مني الإحساس بالموت ...
نعم .. انه هو ألمي .. و فعل الانتحار من وحي حبه..
نعم انه هو الموت و الغرق و الضياع و الحزن و اليأس و التعب ..
أرجوك صديقتي أخبري ذلك الرجل الذي أحبني بالكلمات .. بألا يحاججني بقدره.. فقد مللت حجته ... أخبريه بأن الأقدار على قسوتها لم تتعبني.. فقط خلو جعبته من موقف يتساوى بكلماته يتعبني.. فقط عندما يحررني من مستعمر باسم الحب ليستعمرني هو الآخر باسم الحب يرهقني.. عندما يمر الوقت و لا يجد وقتا ليقرأ كلماتي... عندما تمضي الساعات و لا يرد على رسائلي التلفونية.. حين العتاب يأخذه بعيدا لأسابيع.. حين لا يشتاق لسماع صوتي إلا كل شهر مرة .. و عندما لا يشتاق لرؤيتي إلا كل ثلاث سنوات مرة.. و بعد كل ذلك يصر أن يقول انه يحبني ...هذا الذي يتعبني
أخبريه بأن ذلك الرجل الذي كان يشبهني لم يعد يشبهني... وذلك الذي كان حاضرا في كل لحظات ألمي حتى من دون أن يدري .. أصبح اليوم سببا في كل لحظات ألمي و هو يدري.. فأموت و هو يدري وكأنه لا يدري.. و تكسرني الخيبة و هو ضائع بين أن يدري أو لا يدري...
اسأليه كم مرة أحبني يا ترى: أبعدد المرات التي خذلني فيها .. أم بعدد الوعود التي لم يف بها .. أو ربما بعدد المساءات التي انتظرت فيها صوته أن يأت... فلا هو أتى .. و لا النوم أتى .. و لا كأن الذي وعدني وعدني...
قولي له : هي لم تعد تصدق حبا يقول ما لا يفعله.. هي لم تعد تطمئن لحب لا يفي وعوده.. هي لن تستلم بعد اليوم لهوى لا يسعى أن يكون حاضرا بقوة في تفاصيل يومها..
قولي له: عندما قدمت كل شيء في سبيل حبك.. قالت لك بأنه هو الحب الكبير... و عندما انتهت و لم يبق شيئا لم تقدمه .. صار لديها الوقت كي تلحظ بأن الصمت و التردد كان أكثر ما قدمته لحبها .. و حينها أيقنت بأن الحب الكبير لن يكون كبيرا إلا في حدود الكلمات..
أعلم بأن حديثك إليه لن يغير شيئا...فتعلمت كل ما مر الزمن أن لا أنتظر منه ما كنت أنتظره منه في مرحلة سابقة... و الرجل الذي أحببته في لحظة اللقاء كان قد اختفى على مر الأيام... و لن ينفع الأمل باستعادته بعد هذا العمر .. انه البحث عن السراب
اسأليه أ سيكون سعيدا بعد أن ضيعني.. أ سيكون مرتاحا بعد أن سقطت عنه التزامات حب بقيت في حدود الوهم
عندما يفرط بي الحب عند كل مطب لا جدوى من بقائي متمسكة به إلى الأبد..
سأرحل... فالحب الذي لا يعرف أن ينتصر .. لن يعرف أن يستمر .. و الحب الذي تملأه الخيبات يحصده الفشل
لقد تعذبت بعيدا عن عينيه لذلك لن يستطيع أن يصدق أناتي .. و كما قد أكون لا أصدق أناته.. فالبعد مقبرة للحب
انه بعثرني كالرماد.. و كان بإمكانه ان يجعلني أميرة حياته .. فمن السهولة أن نضيع حبا من الصعوبة أن نحافظ عليه
قولي له بأن فيروز التي كنا نسمعها في لحظاتنا الأولى .. تظل حتى آخر لحظة.. حتى هذه اللحظة تسمعنا و تغني:
نبقى سوا و صوتك بالليل يقلي و انا عم اسمع بحبك حتى نجوم الليل نجمة و نجمة توقع
و خلص الحب و سكتت الكلمة و اتسكر القلب ما وقع و لا نجمة
ما تاري الكلام بيضلو كلام و كل شي بيخلص حتى الأحلام
و الأيام بتمحي أيام
يا حزن السعيدة انتهينا و تودعنا
ما بنسى شو بكينا و صلينا ت ضلك معنا
يا أهل الهوى ياللي نطرونا.. بكرى اذا ذكروا العشاق ... ضلوا تذكرونا
اللاذقية، 29/تموز/ 2011
شكرا صديقتي