نعم سأكون خائناً لهذا الوطن ..
وسأقبل بأن يصفني الجميع بأنني خائن ..
فأنا خائن للذل والظلم والمهانة والاستبداد والاستعباد.
ليس هذا هو وطني ...
ليس وطني ما ترونه أمامكم اليوم وتعيشونه وتعيشون فيه كل يوم ..
وطني مازال في مخيلتي لم يولد بعد ..
وحده وطني الذي أؤمن به لن أخونه ..
وسأخون كل وطن غيره ...
وطني الذي أؤمن به لا يقدس الأفراد ويجعلهم آلهة، ولا يسيطر فيه شخص واحد على كل قراراته
ومقدراته، ولا يعامل الشعب وكأنهم رعاة بغاة.
وطني الذي أؤمن به يحترم المواطن بغض النظر عن دينه وطائفته واصله وجنسه،
لا وطن ينتشر فيه الكره والحقد والتجييش الطائفي بشكل مقصود وعلني.
وطني الذي أؤمن به وطن تعددي مؤسساتي، لا وطن فردي بعثي.
وطني الذي أؤمن به وطن تتحقق فيه العدالة بكل معانيها،
ويقف فيه المواطنون متساوون في الحقوق والواجبات،
لا وطن تقوده طغمة فاسدة تقفز على كل القوانين و تركب ظهور كل المواطنين
لأنها فقط قريبة من ذاك المسؤول أو تنتمي لذاك الحزب أو لهذه العائلة أو تلك.
وطني الذي أؤمن به وطن يقف فيه :
العلماني المسيحي الدرزي العلوي الشيعي السني العربي الكردي الأشوري الأرمني السرياني
يدا واحدة وقلبا واحدا في الحياة .. لا على شاشات التلفاز فقط وعند التقاط الصور التذكارية
بتلك المناسبة أو مع ذلك المسؤول.
وطني الذي أؤمن به يحق لكل فرد فيه أن يعبر عن رغباته وأفكاره وآرائه بحرية مطلقة
وينتقد أعلى مسؤول في الدولة إن أخطأ دون أن يخاف هذا الفرع الأمني أو ذلك السجان الغبي.
وطني الذي أؤمن به وطن يحترم ويقدس الفرد والمواطن ويعترف أن الشعب وحده صاحب القرار
ووحده من يبقى إلى الأبد، وفيه انتخابات تشريعية ورئاسية نزيهة وولايات محدودة
لا حكم مطلق أبدي.
وطني الذي أؤمن به، وطن لا فساد فيه لا رشوة لا محسوبية،
لا خوف من سلطان جائر و لا من شعب ثائر.
وطني الذي أؤمن به .. وطن سوري ... لكل السوريين ...
لا عربي لا كردي لا ديني ... وطن علماني
وأي وطن عداه سأخونه بكل ما أوتيت من قوة ...
سأخونه وسأحاربه ..
وسأبقى أناضل حتى .. أعيش في الوطن الذي أؤمن فيه.