- تبلغ كلفة صاروخ التوماهوك الواحد مليون دولار
- سعر كيلو القمح نصف دولار بالسوق العالمية (السوري البلدي بدولار)
- بحسبة بسيطة: كل صاروخ توماهوك يعادل 2مليون كغ قمح
- عدد سكان الصومال بإحصاء 2006 يبلغ 8863338 شخص (دعهم 9مليون رغم أنهم يتناقصون!)
- كل كيلو قمح يحوي (1000X4) 4000 سعرة حرارية تكفي لإبقاء الشخص النحيل حيا لمدة يومين
- أطلقت السفن الحربية الأمريكية في اليوم الأول فقط لتطبيق الحظر الجوي على ليبيا 110 صواريخ توماهوك (110 مليون دولار= 220مليون كغ قمح = ما يكفي لإطعام الشعب الصومالي كاملا لمدة 48 يوم!!!!)
- كلفة قضاء الليلة الواحدة في أحد فنادق موناكو 16ألف دولار (32 ألف كغ قمح = طعام 64ألف صومالي ليوم)
- ينفق على ترميم ملاعب الغولف سنويا في أمريكا وحدها 80 مليون دولار (160 مليون كغ قمح = طعام شعب الصومال كاملا لمدة 35 يوم!!!!!)
- الكلفة العسكرية للحرب على الإرهاب منذ 2001 بلغت 2.2 تريليون دولار (ومع نفقات علاج الجنود بعد عودتهم وبعد احتساب الضرائب ترتفع لتتجاوز 4 تريليون دولار) أي وببساطة ما يكفي لإطعام الصومال كله لمدة.... 2435 سنة.... 2435 سنة....
- ومن المفارقات المضحكة المبكية أن ما ينفق على الإجراءات التجميلية في الولايات المتحدة وحدها يبلغ سنويا 8 مليار و366مليون دولار (أي ما يكفي لإطعام الـ9 مليون صومالي لمدة 10 سنوات).....
فعذرا من روحك محمود... ولكن ليس "على هذه الأرض ما يستحق الحياة"....
لم أقصد مما سبق إلا أن أسلط الضوء على جانب ضئيل جدا من ازدواجية المعايير الأخلاقية وازدواجية القيم الانسانية لمجتمع غربي قائم على عدل ومساواة الرأسمالية وثقافة الحرب والموت... حين يصبح الانسان -بغض النظر عن لونه أو عرقه- أداة تجارية لتحقيق مكاسب ماديّة أو أيديولوجية معينة، نعم... ابحث عن الغرب... لم أسُق ما سقتـُه من أمثلة إلا لأنير على جانب معاصر ٍجدا، مؤلم ٍجدا، ساحق ٍفي لا مبالاته وعدم اكتراثه وتنكـّره لأضعف أضعف إخوتنا.... فإذا تجاهلنا للحظة معدلات السمنة المرعبة في دول الخليج (تتجاوز النسبة 83% من السعوديين) بحكم أن "بعير جدّه... قد مرّ قبل غيره... بهذه الآبار!"، ونظرنا لوهلة إلى هذا المجتمع الغربي المشعّ بقيمه وعدالته، لوجدنا أن ربع الشعب البريطاني يعاني من السمنة (BMI>30) في ذات الوقت الذي سيقضي فيه ربع الشعب الصومالي جوعا – مفارقة جميلة!!...
وبنفس هذا الوقت يُغرِق البريطاني المعتدل نفسه بـ466 ليتر ماء يوميا، في حين لا يتجاوز معدل استخدام البالغ في بعض الدول النامية الـ20 ليتر، بنفس الوقت الذي تنضح أفريقيا فيه ماء أبنائها "من أجل أولاد الزنى"!!!... ويريدوننا أن نؤمن؟؟؟!!! بالعدالة؟! بالقيم؟! بالإنسانية؟!!! في الوقت الذي يموت فيه طفلٌ من أطفال الصومال عطشاً بينما يغسل طفل أمريكي أسنانه بـ4 لتر ماء ويرمي في مرحاضه 25 ليترا؟؟... نعم سأؤمن... فالشعب الفرنسي الانساني والذي لم تتجاوز نسبة السمنة لديه حاجز الـ15% لم ينفق خلال عام واحد (1992) إلا 11.89 مليار فرنك فرنسي كنفقات مباشرة للعلاج الصحي من مشكلات السمنة....! نعم سأؤمن بعدالة مجتمع متمدن يغرق حتى ياقة قميصه بالدولارات في صناعة الأدوية وتغرق جنوب أفريقيا بـ21% من سكانها المصابين بالإيدز...
أين ارتضينا أن تغيّب عقولنا؟!.. كيف ارتضينا أن نصبح أدواتً لجشع الماكينة الغربية وتعمدنا أن ننسى الانسان داخلنا؟!.. بات واحدنا إن صدفَ جهازُ التحكم ِلديه صورة ًعن طفل جائع يسارع لتغيير المحطة أو وببساطة يغض الطرف!!! أبتنا نخاف أن نحرك الانسان فينا؟!! ألهذه الدرجة نحن أمواتٌ وحوش؟!!
استغبونا... استغبونا... فصدقناهم وصرنا الأغبياء!!!!
لماذا صرنا (وصار العالم معنا) نعفُّ عن رؤية الحقيقة حتى لو تعّرَت أمامنا؟!
حين تولى دونالد رامسفلد منصبه في شركة ج. د. سيرل (G. D. Searle & Company) للمستحضرات الصيدلانية، كان قد ترك لتوه منصبه في وزارة الدفاع الأمريكية بعد تنصيب جيمي كارتر رئيسا عام 1977. لم ينجز رامسفيلد الكثير، فقط مكّن شركته من اطلاق مادة الاسبارتيم والتي ساهمت بإصابة ألوف من الأمريكيين (نعم، أبناء جلدته) بسرطان الدماغ، ورفع القيمة السوقية لتلك المادة إلى 600 مليون دولار حينها، ورغم إجماع اللجنة الاختصاصية على ضرر هذه المادة إلا أن أعضاء اللجنة الثلاثة ماتوا بقدرة قادر، وألغي حكم اللجنة مع وصول ريجان إلى السلطة، واستُخدِم الاسبارتيم كمادة للتحلية في الأغذية الصلبة عام 1981 ليدخل بعدها المشروبات الغازية في الـ1983... نعم... نفس المشروبات الـ"دايت" على بعد عدة محال مني ومنك... ونشرب!!
نفس الرامسفيلد هذا ترأس شركة جلعاد (Gilead Sciences, Inc) للصناعات الدوائية!.. والتي أنتجت عام 1999 عقار تاميفلو Tamiflu بالتعاون مع شركة هوفمان-لاروش السويسرية... نعم "The Tamiflu"... ومن منا لا يذكر الضجة الكبرى التي أحدثها بوصفه العقار الوحيد لمقارعة أنفلونزا الطيور أولا وأنفلونزا الخنازير بعدها!!! ورغم أن الوباء لم يسر بالطريقة الجائحية التي سوّق لها إعلاميا، ورغم أن نسبة الوفيات بكلا الوباءين لم تزد عن 2% (مقارنة بالـ 1% في الأنفلونزا العادية)، إلا أن الرعب كان تماما كما أريد له أن يكون... أعدمت الطيور في بلدان عديدة، ودمر اقتصادات في بلدان أقل ما يقال عنها فقيرة... وحين وضع الـ Tamiflu على المحك لم يثبت مقاومة الفيروس عليه فحسب، وبل واستطاع فريق بحث جامعة أوساكا Osaka City University أن يثبت تأثيره البالغ على أدمغة الأطفال الأقل من 18 سنة؛ حيث عانى أكثر من 54% منهم من اضطرابات سلوكية خطيرة... ورغم هذا: ارتفع سعر الجرعة الواحدة إلى 80 دولار وأنفقت الخزانة الأمريكية في مواجهة أنفلونزا الطيور 7.1 مليار دولار (يكفي لإطعام الصومال 8.5 سنوات) ذهب منها مليار كامل لشراء Tamiflu خزّن في الصيدليات حتى فَسُد... وعَمَرت شركة رامسفيلد....
ورغم كلّ ما سبق، لم ترتضي كرامتنا وكبرياؤنا العربيين إلا أن يفتض بكارة العراق رجل بهذه المواصفات وشعب بهكذا أخلاق... فهنيئا لنا من عراقنا حتى سوداننا وصومالنا...
لعلنا نختار الحلول الأقل إيلاما بألا نرى!... لعلنا نختار الحلول الأقل تعبا بألا نفكر!... أو أننا نختار الحلول الأفضل جدوىً اقتصادية بأن نترك نصف الشعب الصومالي يموت تحت وطأة سغبٍ لا يرحم!!... ولكن: هل سيرحمنا التاريخ؟؟