لفت انتباهي و انا اتابع ما تقدمه شاشاتنا الفضائية العربية من دراما سورية خلال شهر رمضان ,الكم الهائل من المسلسلات بتنوعها و مواضيعها و هذا ما اجده ايجابي في تطور الفن الدرامي الذي يهدف الى ايصال عمق افكاره و قضاياه الى افراد المجتمع المتابعين له ,فيكون بذلك وسيلة بناءة للفكر الانساني و لطبيعة العلاقات الاجتماعية السائدة بين أفراد المجتمع سواء أكان ذلك تحت سقف العائلة الواحدة او بين الآخرين .
لكن من المؤسف هذا العام ان اجد الدراما تتناول القيم الاجتماعية السلبية كالخيانة لزوجية و الغش و الخداع في الحب و تقدمها كمأساة اجتماعي استسلامية تبث الفرقة و الانقسام و الشك كما شاهدناه على سبيل المثال في مسلسل سوق الورق و جلسات نسائية.
رب قائل يقول: إن الدراما تأخذ جانبا واقعيا يحصل في المجتمع و هو موجود بيننا. و أنا بدوري لا أكذب بل أوكد بأنه موجود ,لكن هل يتوجب طرحه بطريقة سلبية بحيث يتفشى الشك بين الأزواج و بين المتحابين من الشباب و الصبايا خوفا من خيانة مستقبلية؟
مجتمعنا – ليس كما هو في الغرب- يدعو دائما لتبني ما هو الفكر الايجابي الذي يبني الإنسان و يصلح ما هو سلبي و يرتقي بالعلاقات الاجتماعية في عقول الكبار و الصغار الذين باتوا منفتحين على الدراما كوسيلة لبناء العقول و النفوس و فهم الواقع المتعاطي مع ايجابيات و تصحيح السلبيات و إظهار طريقة تجاوزها لا طرحها أمام واقع استسلامي.