عندما كنت عائدا الى منزلي في الكويت وعند مدخل البناء استوقفني مشهد غريب لم أره ولم اسمع به حتى من قبل... فقد رأيت صرصور لونه ابيض بالخالص (من راسو لساسو حتى قرونو كانو بيض)...
وكان ضعيفا غير قادر على الحركة مما سمح لأعدائه اللدودين (النمل) بمضايقته ومحاولة استجراره إلى عشهم.. فدهشت الى هذا المخلوق الذي اعتبره مقرفا وقبيحا لكني رغم ذلك بقيت مقرفصا أتأمله واتسأل ما هذا المخلوق وما الذي حل به... وبدأت الأفكار تتواتر الى خيالي.. هل هي طفرة جينية؟ ام انه مصاب بمرض البرص او ربما البهاق؟ ام انه كان باحثا عن الثروة وتعرض لتلوث نفطي؟ ام انه من سلالة صراصير تعرضت لدخان الحرائق والتلوث الاشعاعي الناتجان عن حربي الخليج والعراق؟؟ ام هو بكل بساطة صرصور مستشرق من اصول غربية او ربما روسية؟؟
ثم قررت بعد طول تأمل ان اخلص هذا المسكين الاشقر من براثن النمل الاسمر ريثما اعرف حقيقته وما إذا كان مدسوسا بيننا من طرف جهات غير معلومة!! فبحثت حولي ووجدت علبة مالبورو ابيض فارغة وضعت الصرصور اسيرا داخلها حتى اشعار اخر...
دخلت المنزل مسرعا باتجاه الغوغل فكتبت "صرصور ابيض" "بحث" واذ اتفاجأ باني لست اول المكتشفين فهناك من سبقوني الى ذلك المخلوق وصوروه ووضعوا صوره في مختلف المنتديات مما فتح باب التعليق واسعا امام الشعب العربي... فمنهم من قال انه تعرض للكلور والاخر قال ممازحا ربما وقع في الطحين, والبعض الاخر ذهب الى انه من علامات الساعة ظهور تلك العجائب... ففكرت انه لماذا لا توجد مواقع علمية تتحدث عن هذا الأشقر طالما ان الكثيرين رأوه؟ لماذا لم يبحث أولئك المكتشفون عن سبب ابيضاضه؟
عدت بعد ان استمتعت بخفة دم الشباب العربي الى صفحة البحث ولكن هذه المرة قررت ان ابحث باللغة الانجليزية وكتبت "White cockroach”
وسرعان ما وجدت الجواب المحير لسؤالي وهو ان الصراصير وبكل بساطة كمعظم الحشرات تقوم بتغير قشرتها الخارجية وتمر بفترة تحول انتقالية يكون فيها الصرصور ابيض لمدة 12 ساعة ريثما يعود ليبدأ اكتساب لونه البني مرة اخرى وانني صادفت الصرصور في هذه الفترة.
حينها ادركت ان طلب العلم يجب ان لا يكون محكوما بالتعصب اللغوي وانما يتطلب منا بعض المرونة والانفتاح لاننا وللأسف الشديد نعيش حالة من التخلف والانحطاط العلمي لم يسبق لها مثيل...لذلك ادعو جميع العرب الى تعلم لغتهم العربية الأم واتقانها والاعتزاز بها وعدم التحدث الا بها و من ثم تعلم الانجليزية باتقان لانها لغة العلم " وقل ربي زدني علما "