وحيد أنا في غرفتي الظلماء أجلس في احدى زواياها, أمارس هوايتي في التفكر التي طالما اعتدت ممارستها منذ أخر مرة رأيتها قبل سنتين...
وفوقي في تلك الزاوية ذاك العنكبوت الذي واكبني أفراحي وأحزاني وقد بنا له قصراً من الشباك في حجرتي.وضوء القمر يتسلل من بين أغصان الشجرة التي طالما حرمتني النور...خرجت بفكري من سواد غرفتي لأحط في ذاك المقهى البسيط حين كانت تجلس على أحدى طاولاتها تراقب بشغف المارة على الطريق,تواكبهم بنظراتها وتبتسم لتعثراتهم من أحدى حفر ناصية الطريق.
جالسة هي على طاولتها تداعب الكأس بيديها الناعمتين,وأعيني تختلس بعض الرمقات لعينيها.وعقلي يملؤه الحيرة!!ماذا أفعل؟؟
هل اتركها تذهب كما اعتدت دون موعد لقاءٍ جديد,أم علي أن أخبرها بعشقي الخريفي لها.وقد هيجته رياح الشتاء في موسمنا المطري, أفكار تراود مخيلتي لا أرى لها إجابات,بين المغامرة والسكوت.بين الاعتراف والصمت..هل أغمرها لصدري أم أتركها تراقب كالمعتاد الطريق.
عاودت نظري إليها ورأيت نفس المئة من النقود التي تضعها كل يوم قد وضعتها تحت الفنجان ورحلت ولم تعد..لم تعد فمسحت ذات الدموع كل يوم..وخلدت لسريري تاركاً زاويتي ليوم جديد سيطل غداّ...