بالأمس ، مشيت بمعاملة رسمية،في مكاتب دوائرنا المحترمة..

لا أكاد أصدق ما رأيت وسمعت وأنا أتنقل من مكتب إلى آخر

يا أخي ما هذه الوجوه البشوشة،والابتسامات العريضة على وجوه الموظفين،

من كثر الترحيب والتأهيل كنت أنوي البقاء لآخر النهار هناك..

تصوّروا أن أحد الموظفين قام من مكانه ويريدني أن أجلس ،

من كثر الاحترام والتقدير

أما الموظفات،فحدّث ولا حرج،تصور أن إحداهن حلفت عليّ اليمين

أن أشاركها الافطار الصباحي الفخم..

يا أخي ،والله خجلت من نفسي وأن أرى رئيس الدائرة ينهض من وراء مكتبه مودعاً ومستقبلاً..

وكل لحظة أفرك عيني لأتأكد أنني في حلم أم في علم

أما المُستخدم ،فلله يركض أمامي ليفتح لي الأبواب،وحمل المعاملة عني..

أما شو دلال..ما بعده دلااااال

صرت أتأمل الورود المنتشرة في أركان الدائرة..وأحمد الله أننا وصلنا إلى هذه المرحلة من الرقي..

وتمنيت أن تطول المعاملة أيام وأيام..لكثرة اعجابي بنفسيات الموظفين واهتمامهم بالمراجعين..

ولكن لسوء حظي أن المعاملة انتهت خلال ساعة فقط

وعدت لأفرك عينيّ من الغبطة والسرور ،

ولكني سمعت صوتاً مفاجئاً هزّني وأخرجني من حلمي الجميل

كان صوت المنبه لأستيقظ بكراً وألحق دوام الموظفين للبدء في المعاملة الرسمية

فقلتُ في نفسي

((خير اللهم اجعله خير))