.المعارضة هي فن من الفنون تتشابه الى حد ما مع فن التوليد بحيث تشرف على ولادة مشروعك بيد حاذقة ماهرة وعقل مليء بالحكمة وعندما تغيب إحدى هاتين السمتين يولد المشروع مشوها او مكسور العظام او مشلولا او ميتا ثم تبدأ عملية النواح والتباكي ولطم الخدود.
هذا ما يريده اليوم اصحاب المعارضة الهدامة..أحقاد..ثم قتل... دماء ثم جنازة!!..بالمختصر المفيد كل ما يريدوه معارضو الخارج الذين رفضوا الحوار جنازة ليشبعوا بها لطم وبكاء وشعارات وعويل واستجداء ليتدخل الاجنبي..كل ما يريدونه تحويل الوطن إلى جنازات لأنهم عجزوا عن ان يخلقوا تجمعا لهم سوى اما بصلاة الجمعة التي هي مفروضة من رب العالمين او تجمعا في جنازة مستغلين ان الساعي وراء جنازة يكسب الاجر والثواب...فأي مشروع هذا لمعارضه لاتقوم الا على الموت والجنازات والدماء؟
لتكون معارضا بناء يجب ان يكون لك قضية محدده ضمن نطاق عملك أو تخصصك تحاور بها أصحاب القرار شهور وسنوات حتى يتحقق مطلبك وربما يكون مطلبك غير صائب..اعطي مثال بسيطا عن نفسي انا شخص معارض تماما لما قامت به وزارة التعليم السابقة من اقرار اللغة الفرنسية لغة إجبارية في مدارسنا لاني اجد فيها لغة ركيكة ميتة تشوش ذهن الطالب فيكفيها ان تكون لغة اختيارية كما كانت في السابق وفوق كل هذا لغة استعماريه لا فائدة منها في سوق العمل بل تشوش ذهن الطالب الذي يحتاج ان يكون قويا في لغة عالمية يتحدث بها كل سكان الارض حتى وان كانت استعمارية مثل اللغة الانكليزية التى تحتاجها في كل مكان..
هذه الفكرة قد لا أكون مصيبا بها لكن اعمل جاهدا على إيصالها عبر الصحافة او الحوار الاجتماعي او بالنوادي لأنها قضية جيل بأكمله وليست قضية قرار ارتجالي من وزير التربية السابق د. علي سعد.. عل وعسى يتحقق مطلبي ولو بعد حين..
عندها انتقل لمطلب آخر..مثلا اعضاء الحكومة السابقة حرمت الشباب من ان يكون لهم ملاعب شعبيه في الأحياء الشعبية يفرغون فيه شحناتهم وطاقاتهم بدلا من الالتجاء للأزقة والزواريب والايذاء... انظروا لتجربة البرازيل وايطاليا والارجنتين في الملاعب الرياضية الشعبية وكيف حولت طاقات المراهقين ومشاحناتهم الى كرة القدم بدلا من ان تتحول طاقاتهم الى الفوضى والعرعرة ومحطات التلفزيون المغرضة فبدلا من ان يقضي المراهق فراغه في ملعب رياضي يقضيه على الدش وقناة صفا وغيرها ..
ونشهد اليوم خطورة اهمال هذا المطلب..و الامثلة لا حصر لها عن وسائل المعارضة وأهدافها...وهكذا تولد المشاريع سليمة صحيحة بدون عنف ولا ايذاء ولا تشوهات ولا صدامات..على مبدأ اختلاف ثم حوار ثم حل ثم تراكم حلول مع التنفيذ ستكون الثمرة التطور..اما أن نقضي عمرنا كله في المعارضة الدينية ونبش الاحقاد القديمة وذكريات داحس والغبراء واثارة النعرات الطائفية ونبش الكتب الصفراء التى أكل الدهر عليها وشرب والتي لا تساوي الحبر الذي كتبت به وهذا ما سمي بعرعرة المعارضة او قروضتها (لفظ مشتق من القرضاوي) هل نستمر في قروضة المعارضة وعرعرتها؟؟ ام لدينا ما نقوم به من اتمتة المعارضة وجعلها مواكبة للعصر..لكم ان تتخيلوا هذه المعارضة الخفاشية الهدامة التي تهتف بجملة الشعب يريد إسقاط النظام..ثم لا للحوار..
اكثر من ستة اشهر لم نسمع او نجد مشروعا واحد بناء لهذه المعارضة الخفاشية..ارونا ما عندكم ربما نقتنع!!! ليس لديهم أي مشروع سوى اسقاط النظام!!!..والله لو كان لديكم مشروع صرف صحي لوجدتم من يساندكم..لكن ليس لديكم أي مشروع لو تبنيتم مشروع معارضة الابنية الطابقية القليلة لما يستهلك من اراضي سوريه ورفعتم شعار نعم للابنية البرجية لا للابنية ذات الطابقين او الثلاثة لوجدتمونا معكم..لو رفعتم شعار لا للتصحر نعم لخضرة الصحراء لكنا معكم..لو رفعتم شعار لا للحكومة المقصرة في مشروع كذا وكذا لكنا معكم..لا للطرقات المحفرة لا للتكاثر العشوائي وازدحام الصفوف في المدارس..الى أاخره..لكن مباشرة رفعتم شعار اسقاط النظام!!!
فإذا كان لدينا نظام محاصر من اربعين عام من الشيطان الاكبر امريكا وبالكاد لدينا طرق وكهرباء وتعليم مجاني مقبول الى حد ما صحيح انه ليس مثل امريكا لكنه افضل بكثير من كل الدول العربية والمجاورة ايضا فكيف اذا سقط النظام؟ اروني كتابكم ان كنتم صادقين؟ انا سأفرض جدلاً ان هذا النظام( سيء وفاسد) وكل ما تصفونه على فضائياتكم..ثم بدا بعض اركان وزوايا النظام يعود لرشده ويصلح وكل بن أدم خطاء وخير الخطائين التوابين وهو يملك كل مقومات الدولة للإصلاح فلماذا تدعو لإسقاطه؟
نعم النظام او الدولة تكاسلت في مواضيع كثيرة ومنها مثلا موضوع الحكومة الالكترونية وهذا تقصير يجب ان ندفعها دفعا وبالتظاهر المرخص المحدد المكان والزمان وليس بالهوجائية القرضاوية .. بل بأسلوب حضاري يجب حض الدولة للانتهاء من مشروع الحكومة الالكترونية والتي تحقق الرفاهية لكل المواطنين فبدلا من ان( اتشحتف) في المواصلات والزحمة لكي ادفع فاتورة كهرباء اقضي يومي كله في الزحام للوصول الى مؤسسه الكهرباء.. ادفعها وانا جالس في بيتي أو من موبايلي او شاشة الكمبيوتر الى ما هنالك من فوائد الحكومة الالكترونيه..مثلا لكي اعرف ماذا حصل في معاملتي واين وصلت افتح النت واعرفها من رقمها لاداعي لان اذهب واتوسل واستجدي الموظف الفاسد او ارشيه لأحفظ كرامتي ووقتي..
نعم هذا ما يجب ان اتظاهر من اجله حضاريا وبشكل مؤقت ومكان محدد ومرخص يسمع العالم صوتي ثم اعود الى معارضتي البناءة بالقلم و الورقة او بالصحافة.. و الصحافة قد تحررت وأصبحنا نكتب ما نشاء بشكل موضوعي..ولنتذكر قول شاعرنا العربي
وعين الرضا عن كل عيب كليلة وعين السخط تبدي ادق المعايبا..
فأنت يا من تسمي نفسك معارضة وتصرخ في الفضائيات ليل نهار وتقول ماذا يريد الشعب السوري..بدلا من ان تتأمر على اقتصاد وحصار الشعب السوري في لقمته وعيشه حاول ان تجلب له مشاريع بناءه هات ما عندك من خبره الخارج في مكافحة التصحر والجفاف!! ا هات ما عندك من خبرة في مكافحة العشوائيات والتكاثر العشوائي باللحم والحجر!! هات ما عندك من خبره في ادراة الموارد البشرية ..هات ما عندك من خبره في الطاقة البديلة لننتهي من طوابير المازوت ..ام انك فقط تريد ان ترجعني الى عصر الخيمة البدوية والسيف والرمح وعليهم يا عرب!! ..لانك عاجز ان تكون معارضا بناء فأصبحت هداما نقادا حاقدا خفاشا هذا الكلام اقوله لجميع معارضة الخارج وبدون استثناء ... فيا أيها الخفاش المعرعر الناعق بالخراب من خارج الحدود وتسمي نفسك معارضه عليك ان تتذكر ان: النظام هو الشعب والشعب هو النظام وكيفما تكونوا يولى عليكم فمن لديه مشروع للبناء فليأتي للبناء ومن ليس لديه سوى التحريض على القتل و طبخات الكتب الصفراء القديمة المضاف اليها توابل العرعور والغليون فليبقى في الخارج او ليأخذ كتبه الصفراء الى الربع الخالي وليحاور بها شياطين الانس والجن ..لن يكون له مكان بيننا..او ليفتت كتبه الصفراء وليدخنها في الغليون الاوروبي!! لن يناله من معارضته سوى الدخان