news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
قصص قصيرة
ليس كل من يصاحب يسمى صديقا ً... بقلم : abdala

في غارب الزمان كان هناك تاجر صدوق قد حاز على كل شيء من الرفاه و لمنطق والخبرة و الاموال لكن فرحته لم تكتمل الا بعد ان رزقه مولاه بولد يحمل اسمه من بعده و يرثه في ادارة ملكه.


 و تمضي الايام و الولد قد اصبح قوي الساق و نبت الشعر في وجه يشبه والده في كل شيء إلا في الخبرة   و الادارة و العقل التجاري و الفكر الثاقب ،يقضي جل يومه مع الفارغين و المتسكعين و العاطلين و هو يصرف عليهم في المأكل و المشرب و اللهو و التمتع بالمغريات و هم يوهمونه انه صديقهم الأوحد و خليلهم الفرد و زعيم الرفقة و الصحبة .

 وكل هذا يجري تحت نظر الوالد التاجر المحنك الذي بدأ يفكر و يمهد ليضع حداً لهذه المهزلة التي قد تودي بفلذة كبده إلى ما لا تحمد عقباه . فاستدعى الوالد و لده و ضمه الى صدره و قال له يا ولدي اصدقاؤك سيدمرونك هم يتظاهرون بمحبتك و صداقتك طمعاً بثروتنا و اموالنا لا اكثر ، غضب الشاب الفتي وقال هم كاخوتي و انا كأخوهم  احبهم و يحبونني و لو طلبت من احدهم ان يقتل نفسه لفعل ، قال الوالد كم لديك من الاصدقاء قال ١٥ قال بكم تثق و تفتخر منهم قال ٣ قال هل تمانع من ان نختبرهم لنرى هل هم اوفياء ام هم شر بضاعة قال الشاب مسرورا و لم لا ؟.

و في اليوم التالي احضر الوالد كيسا ً ثقيلا ً و ذهبا الى الصديق الاول و طرقا الباب تفاجأ الصديق بهما      و طلب منهما الدخول فدخلا ; قال الوالد للصديق نحن بحاجة لمساعدتك فولدي قد تشاجر مع احد الشبان    و اذا بالشاب قد قتل و مات و هو بالكيس الان و نحن بحاجة لمساعدتك لندفنه قبل طلوع الفجر و حتى يكتم الامر، ارتجف الصديق و قال المعذرة ظهري يؤلمني و عليّ ان ارقد في الفراش و ساقهما الى الباب مودعاً.

 و في الطريق الى الثاني قال الشاب سيكون هذا افضل من الاخر بكثير و سترى يا ابي. و لما وصلا الى الصديق الثاني و ذكرا له قصة الكيس تملص و اعتذر و قال انا لا اقدر على رؤية الموتى فكيف بدفنهم لا استطيع لا استطيع اما عند الصديق الثالث فكانت الطامة حيث قال لهما انتظراني قليلا ساعود ،هنا قال الشاب أرأيت يا ابي ذهب ليعد نفسه لقد نجح في لاختبار، و لما عاد اليهما إذا به يحمل خنجرا و حبلاً و قال اريد ان أسلمكما لأهل المقتول و انال منهم مالاً كثيراً ، فرد عليه الوالد الحكيم و التاجر المحنك أتعتقد انهم سيصدقونك و انت الصعلوك التافه يكذبونني و انا التاجر الفاره ذو الحسب و النسب فما كان منه الا ان طردهما من البيت ببجاحة و غلظة .

 عندها قال الوالد لولده أرأيت النتيجة يا ولدي ليس كل من يصاحب يسمى صديقا ً ، تعال معي الى رجل فقير مسكين لتشاهد و ترى بأم عينك من هو الصديق الاصيل فذهبا سوية الى بيت قديم ترى من خلاله المسكنة و الحاجة و الفقر فما ان جلسا و ذكرا القصة للرجل الفقير حتى نهض وضرب على صدره قائلاً انا لها انا لها، فاباسم التاجر و فتح الكيس و اخرج منه الذهب و الفضة و الاموال و قال كل هذا لك بوركت و بوركت شهامتك. ملاحظة. هذه القصة نعيشها في كل لحظات حياتنا يرجى توخي الحذر

2010-11-10
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)