اصمتْ قليلاً ..
وأَخبرْ جنونكَ أنْ ينتظركَ خلفَ البابِ
ثمَ اجلسْ ..
وانظرْ إليَّ برهةً وأخبرنيْ حقاً
هلْ أنتَ تعرفنيْ ؟
ارتَشفْ قليلاً من هدوئيْ
وأمعن التفكيرَ ثمَ قلْ ليْ
هل علمتَ أنكَ في الأماكنِ الخاطئةِ
فتَّشتَ عنّيْ ؟
عذراً يا سيديْ .. ولكنْ ..
لستُ تلكَ المرأةَ التيْ ستَدلها لغةُ الصُراخِ
إلى طرقاتكَ الِمعْوَجَّةِ ومُرغمةً ستمشيْ
انتظرْ قليلاً يا عزيزيْ.. فأنتَ حتى الآنَ
لمْ تختبرْ غضبيْ ..
فهلِ الرجولةُ أنْ تقتحمَ الحدودَ
وتَستبيحَ كرامتيْ
وتعبثَ بأُنثايَ
وحتى دونَ اذنيْ ؟
فمنْ أنتَ الا رجلٌ ..
أبدعتُ لهُ عرشاً على قلبيْ
علَّمتُ قبلاتيَ الرقصَ على وجنتيهِ كلَّ صباحٍ
فجَّرتُ بينَ راحَتَيَّ لأجلهِ نبعاً للسعادةْ
واختزلتُ كلَّ ذاكَ البوحِ في نفسيْ
قصائداً وأشعاراً
ونشرتُ في معارضِ عينيهِ فنّيْ .. ؟
بلْ منْ أنتَ الا رجلٌ ..
خبأتُ في طياتِ وفاءهِ عِشقيْ
خلقتُ من جُنونهِ سِحراً وجاذبيةْ ..
جعلتُ في قلبيْ مُتسعاً لأحلامهِ..
وأغفَيتُ في حُضنيْ كلَّ ليلةٍ تَعبَهْ
ولمْ أطلبْ مِنهُ الا ..
أنْ لا يُخيِّبَ قلبُهُ ظنّيْ
ولكنْ ..
قِفْ يا عزيزيْ حيثُ أنتَ واعلمْ ..
بأنيْ لستُ التيْ إنْ لمْ تَكنْ علىْ هواكَ
تنامُ دونَ عشاءٍ
وتَصحوْ على ضربِ العصاْ
إننيْ لامرأةٌ إنْ أشعلتْ غُيومَهاْ
مطراً ستُغرقكَ
فأرجوكَ .. أرجوكَ لا تدنوْ مِنْ شرِّيْ
فمَنْ هذا الذيْ قالَ
إنَّ الرجالَ مُلوكُ الزمانِ
فلا تَفخرْ
ولا تفرحْ
وأبصرْ جيداً
فإننيْ إنْ ( أنا ) قررّتُ
جعلتُ مِنكَ مَلِكاً على زمنيْ
اذهبْ وابحثْ عن قلبٍ كقلبيْ
وتقلَّبْ كما تشاءُ فيْ حُضنِ غَيريْ
فإنّكَ إنْ سَكنتَ فيْ كلِّ العيونِ
وامتلأتَ مِنْ كلّ النساءِ
فستبقىْ فارغاً
ومهما شربتَ (الا منّيْ) لنْ تَرتوِ
فلا تُرهقْ نفسكَ بالتَفتيشِ عَنّيْ
في كلّ واحدةٍ
تَلقاهاْ
فلنْ تَجدنيْ بينَ نساءِ العالمينَ
ولنْ تجدَ ثَمَلاً بخمرٍ ليس خَمريْ
نعمْ أحبّكَ ولكنْ ..
لا تسْتَهنْ أبداً بأُنثىْ
ولا تَتسكعْ أماميْ بِثوبٍ منَ الِكبَرِ
فدونيْ لنْ تَستسيغَ الحياةَ
ولنْ تستطيعَ النجاةَ
وسيفنىْ جَفنُكَ منَ شدّةِ الأرقِ
فيا سيدي مهلاً عليَّ ..
فقلبيْ هَشٌ كالزُجاجِ
ورُوحيْ سهلةُ الكسرِ
كُنْ مجنوناً ولكنْ قَليلاً ..
كُنْ حنوناً ولكنْ كثيراً..
إنيْ لكَ ..
وإنيْ أُريدكَ ..
وإنيْ أحبكَ
فهنيئاً لعينيكَ ارقُصْ وغَنّيْ ..!
تحياتي الى كل قراء سيريانيوز
يلي بيعرفوني ويلي مابيعرفوني