في غزّة....
رأيتُ المطر يبكي ليسقيَ نارَ اللهَبْ
رأيتُ الحجر ينطق في عجَبْ
ويقولُ يا ويلي مالي بالغضَبْ
تفجَّرَ الماءُ حاملاً رصاصاً من زيتونٍ وذهَبْ
يا ديارَ العربِ قوموا من سباتكم والنَّشَبْ
في غزة....
رأيتُ التُّرابَ يزغردُ في القصَبْ
رأيتُ عروسَ البحرِ تجرُّ ثوبهاْ سائلةً السَّبَبْ
وما رأيتُ من دافعَ عنهم مِن أهلٍ ولا نسَبْ
وملكُ الموتِ يبكي على الطِّفلِ آملاً أن يكونَ كذَبْ
والرَّصاصةُ تسألُ ولكن ما مِن عتَبْ
تشقُّ صدرَ الطِّفلِ بكلِّ رقَّةٍ وأدَبْ
والعربُ واقفونَ لمسارحِ السَّغَبْ
والزَّمانُ يكادُ يحرقُ أوراقهُ ويقولُ كُرَبْ
والقلمُ طاحَ عنِ الطاولةِ وعطَب
في غزة....
أمٌّ تنادي صلاحَ الدينِ أينَ اللَّقَبْ
صلاحَ الدينِ أينَ ذهَبْ
صلاحَ الدينِ منكَ للعربِ في القيامةِ عتَبْ
والعجوزُ تحتَ الليمونة والغصن في بَرَدْ
تنادي التَّنورَ أن يشعلَ في وجههم حَطَبْ
في غزة....
لو رأيتمْ ما حدث في عنقودِ العنَبْ
لو رأيتمْ كيفَ تعلَّقَ على القبورِ يسألُ السَّبَبْ
وحدثَ ما حدثَ ولكن بالأدَبْ
وكلامُ رصاصٍ مرصَّعٍ بذهَبْ
والعربُ في كفنهمْ حائرونَ والُّعَبْ
وهربَ القبرُ ....في صفِّهم ذَهَبْ
لم يدري أحكام نوافذِ الرَّحمنِ في التُّربْ
لم يدري أنَّ وردةَ القبورِ ليستْ لغزّة كُربْ
في غزةَ هلْ علمتمْ أنَّ شيئاً لمْ ينطقَ التَّعَبْ
بقلمي.......