ما عادَ للوردِ في وطني صباحْ
والعصافيرُ استقلنَ
من كلِّ صالاتِ الغناء
وصِرنا يُتقِنَ النياحْ
كلُّ بيتٍ مغلقٌ
والجوُّ يملؤهُ رصاصٌ
تخشهُ حتى الرياحْ
حتى تكبيرُ المآذنِ
صارَ منْ بعضِ الصياحْ
طفلٌ يخافْ
يندسُّ في حضنِ أبيهِ
هل صارَ ذكركَ يا إلهي
مرعبٌ مثلَ السلاحْ
نمضي تُساهرنا الليالي الخائفاتْ
نترقّبُ الموتَ الذي
يأتي بحملِ اللافتاتْ
وخلفَ كلِّ لافتة
وقفَ فتى
وأمامهُ رجلٌ غفى
فوقَ الزنادْ
رجلٌ بكفيِّهِ السلاحْ
وكلاهما نادى
ألا حانَ الجهادْ
رجلٌ يُحامي للوطنْ
وفتى يطالبُ بالوطنْ
والكلُّ يعشقٌ للصباحْ
أغلقَ الصبحُ علينا راحتيه
ثمَّ راحْ
أخذَ الوطنْ
أخذَ الشبابْ
من عيونِ الأمهاتْ
كلُّ بيتٍ أُثكِلَ
ما فرَّقَ الموتُ البيوتَ
فلما البيوتُ تفرَّقّتْ
ولما العيونُ تأرَّقتْ
ولما القلوبُ عن القلوبِ
أُغلقَتْ
والكلُّ جاء
َ يشاهدُ كيفَ نموتْ
ضحكٌ على كلِّ الجهات
كلٌّ بأمي يشمتون
تتقاتلُ العينانِ فانظرْ
كيفَ تشتبكُ العيونْ
وشاشةٌ تبدو
عليها العاهراتْ
تتناقلُ أخبارنا
من قُطِّعَ
من حُوصِرَ
منْ ماتْ
يا ليتنا لو كنَّا نؤمنُ بالحسدْ
لسكبنا للوطنِ رصاصة
يا ليتها أمي تعلِّمنا
كيفما سَكبُ الرصاصة
حتى نُدرِئَ للحسدْ
قبلما صارَ الرصاصُ لازماً
كالقلبِ في كلِّ جسدْ
كان لدينا موطنٌ
شرشفٌ كانَ يقالُ من قصبْ
يتبادلُ سكانهُ القبلْ
دونما سببْ
يتبادل قمحهُ السَبَلْ
دونما سببْ
والآن تبادلوا النِبَلْ
دونما سببْ
فلما تظلِّ يا سماءٌ هلْ ظلَّ
تحتَ ناظريكِ منْ عربْ
سوريتي الشوكيّةُ الطريّةُ
الطيّبةُ الإجاصَة
يا ليتني عُلِّمْتُها
سَكْبةُ الرصاصة
لسكبت للوطنِ الكبير ِ
قبل أنْ يغدو قُصَاصَة