بسم الله الرحمن الرحيم :
والصلات والسلام على نبينا الكريم وآله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين
أحبتي أخوتي بالله وأخوتي بالإسلام : إني اليوم حزين ينفطر قلبي أساً ودموعي تتقاطر في كل يوم وأنا أرى أمتي تفتن تقتل تتهاوى وتبتعد عن دين الله وسنة نبيه ورسالاته السماوية , وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال : ((بدأ الإسلام غريباً , وسيعود غريباً كما بدأ, فطوبى للغرباء من أمتي )) رواه مسلم وغيره
أنظروا أحبتي أيوجد ألماً أعظم من أن يكون غربة الإسلام في عهدنا نحن ؟ أن نكون نحن من نغرّب الإسلام ؟ نحن من نغرب الرجال المؤمنون ونحشرهم في محاربهم ونتبع الدجالين والفتّانين ونحلل سفك دماء بعضنا البعض , مع أن نزول العقيدة الإسلامية تاريخياً أتى على أصول التشريع الاجتماعي ورعاية حقوق الآخرين, عقيدة توحيد الله وتنزيهه , وعقيدة الإيمان بالغيب , والبعث , والجزاء.
وكيف لنا أن نرضى خلع لباس ألبسنا الله إياه إكراماً وإعزازاً لنا , حيث جعلنا الله به خير أمة أخرجت للناس في قوله تعالى: (( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله )) آل عمران
وقال تعالى((وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا)) البقرة
وقال سبحانه(( ولتكن منكم امةٌ يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون ))آل عمران
وقال سبحانه(( وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه , إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت , وما توفيقي إلا بالله ) هود
وقال سبحانه((إنما المؤمنون أخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلّكم ترحمون))الحجرات
وقال سبحانه (( واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا, واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداءً فألَّف بين قلوبكم ، فأصبحتم بنعمته أخوانا)) آل عمران
وقال سبحانه (( يا أيها الذين آمنو استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم ))الأنفال
وقال تعالى ((ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم ))
واعلم يا أخي أنه لا يمكن لمسلم أن يقرأ كتاباً من كتب الفقه من الكتاب والسنة إلا ووجد ما يخص المجتمع ودور الفرد في المجتمع وواجباته تجاهه , ولا يمكن لإنسان خارج الإسلام أن يكتشف هذه الكنوز وهذه الروائع في التشريع الاجتماعي إلا من التشريع الإسلامي :
قال ص(( ألا أخبركم بأفضلَ من درجة الصيام والصلاة والصدقة ؟ قالوا بلى .قال: إصلاح ذات البين فإن فساد ذات البين هي الحالقةُ )) رواه أبو داود والترمذي
عن أبي موسى رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم)) المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضأً ))
عن جرير بن عبد الله رض قال: قال رسول الله ص ((من لا يرحم الناس لا يرحمه الله))
عن أبي هريرة رض قال: قال رسول الله ص ((لا تحاسدوا ولا تناجشوا, ولا يبع بعضكم على بيع بعض, وكونوا عباد الله إخوانا, المسلم أخو المسلم : لا يظلمه ولا يحقره ولا يخذله . التقوى ههنا.ويشير إلى صدره ثلاث مراتٍ.بِحَسبِ امرئ من الشّر أن يحقر أخاه المسلم . كل المسلم على المسلم حرامٌ : دمه وماه ورضه)) روا مسلم
وعن أبي هريرة رض قال رسول الله ص (( من نفّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفَّسى الله عنه كربة من كرب يوم القيامة , ومن يسَّر على معسرٍ يسَّر الله عليه في الدنيا والآخرة , ومن ستر مسلم ستره الله في الدنيا والآخرة , والله في عون العبد ما كان العبد بعون أخيه .... ))رواه مسلم
وعنه أيضاً رض عن النبي ص ((أتدرون من المفلس؟قالوا من لا درهم له ولا متاع . فقال : إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلات وصيام وزكاة ويأتي وقد شتم هذا , وقذف هذا , وأكل مال هذا , وسفك دم هذا , وضرب هذا , فيعطى هذا من حسناته , وهذا من حسناته , فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه, ثم طرح في النار )) رواه مسلم
وعن أنس رض عن النبي ص قال(( لا يؤمن أحدكم حتى يحبَّ لأخيه ما يحبُّ لنفسه))
وأخيراً أحبتي أدعوكم بالله ولله أن تعتصموا بهذا الحبل حبل الوطن ووحدة الوطن وعزة الوطن في وحدة أبنائه وتلاحمهم خلف قيادته الحكيمة الممثلة بالرئيس القائد بشار الأسد لما يمثله من خلق رفيع, وثبات موقف, وصواب رئي, ومحور إجماع , وقوام دين ,
نسأل الله اللطف بنا وبوطننا وبوحدتنا الوطنية , ونسأله العفو والغفران لنا ولشهدائنا الأبرار الذين أفاضوا على وطنهم بدمائهم الزكية طهراً وقدسية وعزة .