news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
قصص قصيرة
رائحة الزيتون ... بقلم: عبدا لله الحسون
syria-news image

 هل شممت عزيزي القارئ رائحة الزيتون ذات مرة !! نعم أنا شممتها بالأمس حينما كنت أحضر جنازة أحد أقربائي الملقب بأبي سمير وأثناء الدفن داخل المقبرة وقفت بجانب شجرة زيتون كان قد غسلها المطر جيداً في تلك الليلة بعد أن انهمر وحفر أخاديد بالأرض والساعة كانت لم تتجاوز التاسعة صباحاً في تلك اللحظات شممت رائحة لم أشمها من قبل إنها رائحة طيبة جداً وعميقة أيضاً شعرت بطيبتها ولذتها وبعد أن أمعنت التفكير وأنا أتابع الشم عرفت تماماً بأنها رائحة الزيتون زيتون الوطن الغالي .


تداعت بي الأفكار إلى معاني الوطن كيف هو شيء فريد من نوعه لا يقاس بثمن ولا يقدر مقداره ولا يمكن أن يشبه شيئاً على الإطلاق حبه ليس كحب النساء أو القناطر المقنطرة من الذهب والفضة كل ذرة تراب منه هي أغلى من فلذة الكبد .‏‏

 

استغربت وأنا مازلت أشم تلك الرائحة الزكية العبقة وسألت نفسي هل هناك من فقد حاسة الشم وأصيب بحالة حادة من الزكام الزمن فلم يعد يعرف معنى رائحة الزيتون وذرة تراب الوطن ثم ما معنى الموت والتضحية لأجل هذا الوطن .‏‏

 

لا أعرف ماذا أقول لهؤلاء الخونة الذين يتآمرون على الوطن وينسون معانيه وكل ما فيه من قيم سامية مقابل حفنة من المال أو تحت وعود أخرى هم يعرفونها جيداً .‏‏

 

أبشرهم بأنهم خاسرون خاسئون طالما بقيت شجرة الزيتون متشبثة بالأرض تقاوم الرياح والأعاصير الغادرة وهي صامدة على أرض سورية الحبيبة .‏‏

أقول لهؤلاء لم ولن ترهبنا طلقاتهم الغادرة التي تغتال المخلصين والمحبين لسورية الحبيبة ... ونحن أبناء سورية مع الإصلاح والانتقال بسورية إلى مصاف الدول الكبرى ولكن بالحوار الوطني واحترام الرأي الآخر وليس بالرصاص ولغة الدم الأحمر وكلنا للوطن ولا خيار آخر أمامنا .‏‏

 

2011-10-12
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)