إسرائيل هي العدو.. وهي إخطبوط حقيقي خطير.. تمد أذرعها في كل اتجاه.. وتجمع كل ما يُسهل عليها مهمتها العنصرية الإرهابية خدمة لمبرر وجودها وهو العداء والكيد للعرب والإسلام والمسلمين.
لا أعتقد أنني اختلف في ذلك مع كثيرين ممن يؤكدون انتماءهم للعروبة والإسلام.. وبالتالي أنا أفترض أنني أخاطب أصدقاء وليس خصوماً.
كل كلمة.. أو عبارة.. أو فعل.. أو شبه فعل.. يجعل أحدنا يلتقي مع أذرع الإخطبوط الإسرائيلي.. أو يقف على امتداد الخط الذي تقف فيه.. يقدم خدمة لإسرائيل تنمو ذاتياً لتقدم خدمة غير عادية لهذا الكيان العنصري الإرهابي.
أينما كنا.. ومهما كانت الدوافع.. فلنقرأ ما ننوي أن نقوله أو نفعله.. فإن جاء قريباً مما تقوله أو تفعله، أعلنته أم لم تعلنه إسرائيل.. ينبغي أن نتراجع فوراً ونعود للرشد.
إسرائيل العنصرية.. التي تطالب في كل المحافل الدولية والمفاوضات المعلنة والسرية «بيهوديتها» لن يخدمها شيء في مسعاها هذا أكثر من أن نبدو نحن نعادي بعضنا إلى درجات الاتهام وحتى التكفير!.
لقد استطاع مخطط الهيمنة والسيطرة المتعاون دائماً مع العدوان الصهيوني أن يملأ المنطقة بحديث العداوات التي تجعل من الإسلام أدياناً ومن العروبة أحزاباً مستهدفاً أمرين اثنين:
تقديم غطاء لعدوانية إسرائيل وعنصريتها ولا سيما بعد أن ذاع صيت ذلك من خلال حروبها الأخيرة على لبنان وغزة.. وعدوانها على أسطول الحرية.
أن ننصب في المنطقة ومن بين الأشقاء والأصدقاء والشركاء أعداء لنا.. وتكفيرهم إلى درجة أن تبدو إسرائيل العدو الثاني وليس الأول والأخير.
ومن أجل أن تصل قوى البغي والعدوان إلى أهدافها تستخدم كل سلاح.. في القول والفعل.. وفي مقدمة أسلحتها تلك الفتاوى الحمقاء التي تصدر من العقول الظلامية الضالة التي أساءت للإسلام أكثر مما أساء أعداؤه.. فقدم الدعم للعدو الصهيوني أكثر مما يقدم أصدقاؤه.
وعلى الجانب السياسي هناك من يفتي أيضاً... معلناً أولوية العداء لسورية والمقاومة في فلسطين ولبنان وإيران.. ويتجاهل مع من يقف في موقفه ذاك!!.
لقد آن الأوان لأن نصرخ في وجوههم: كفاكم جهلاً وتجهيلاً.. وأن ننطلق في مواقفنا - كل مواقفنا - من معيار «إسرائيل هي العدو».
أما الدين الرشيد فهو بغنى عن غيّكم.... والمؤمنون لا يحتاجون إلى شروحكم.. إنه إسلامنا نحن الراشدين العاقلين المؤمنين الرافضين للعدوان والهيمنة والتسلط والفتاوى الحمقاء.
كل ما جاء به الإسلام.. كل من جاء بالإسلام.. لا يحتاج إلى اصطفافكم الموروثة المضحكة.. ولا تعريفاتكم المشبوهة.. و شروحاتكم الظلامية.
عدونا على الأبواب.. وقوتنا لا تكاد تكفينا لرده.. فكيف إن وزعناها شيعاً وأحزاباً..
أيها المسلم.. أيها العربي.. احذر الفتاوى الحمقاء.. من أينما وردت.. وكيفما دارت.. لندير يومنا وغدنا.. مستلهمين صحيح الماضي الذي مضى، رافضين الانقياد إلى التفرقة والفتنة.