شكرا لك أيها المطر .. فها قد ارتوت حبيبتي
و شربت من مياه القمر جرعة من حب
شكرا .. و ألف شكرا .. فأني كما الطفل المتلهف
قد لذت بعروسة ذات شعر أشقر .. و عينان زرقاوان
شكرا لأنها قد غطتني بشالها البني
وحضنتني و نمت .. حضنتني و نمت .. و نمت
و ما كنت أريد الصحوة لولا خشيتي عليها من حر الشمس
لم تكن تمرا .. و لا عسلا .. و لم تكن سكر ..
لكنها الملح المتيبس على خدي من شدة الضحك
هل تعرفها أيها القمر دموع الضحك ؟....
نجلس ساعات بلا كلمات .. سوى أنفاس
و عيون تتعانق .. و لفتات تتجادل .. و سجائر ..
يلسعنا البرد فلا نحس بالبرد ..
كانت دائما تُشربني من كأسها المليان ..
و أشرب .. و تشرب .. و أشرب .. و يدوخ الفنجان ..
و تشربني و أشرب فأنا من عشقها عطشان
و تقطر الدمعة من عيني و تتراقص على خدها
و تنساب .. و تنساب .. فأردد أبيات النوَاب
في تلك الساعة من شهوات الليل ..
و تعانقني و أعانقها و أهرب من نفسي إليها
يا رب .. كم إنها الفرح .. كم بحنانها هي تغمرني
كم أنا أموت بها و و أعيش على دوالي العنب الحلواني
كم كانت تستوعب غبائي .. عندما كنت أنهل من كأسها و أرتوي..
و تسايرني و تشعل لي سجائر و تشربنا تلك السجائر
نعم أيها القمر .... هي التي كانت تضمد جرحي إن جُرحت
و هي التي تطعمني من قطع الحلوى الاستوائية..
و هي التي عاشت في قلبي ,, و تخاف عليَ
آه أيها القمر و ألف آه كم أحبهــا ..
و كم أخشى الموت قبل حضورها ..
حلب 25-10-2010