تطور الدول وتقدمها لا تقاس بعدد سكانها فيوجد بلدان مكتظة بالسكان ( الهند ومصر ) مع ذلك لا تعتبر دول متطورة ويوجد بالمقابل دول قليلة السكان ( النرويج السويد هولندا سنغافورة ) ومع ذلك فهي دول متطورة ومتقدمة
تطور الدول وتقدمها أيضا لا تقاس بتاريخها فهناك دول غابرة في التاريخ ويرجع تاريخ بعضها إلى سبعة ألاف سنة أو ما يزيد ( مصر الهند وقارة إفريقيا كلها حتى يعتقد اغلب العلماء إن الحياة البشرية وجدت أول ما وجدت في إفريقيا ) ولكنها للأسف ليست دول متطورة ويوجد دول حديثة العهد وتاريخ بعضها لا يزيد على مائتي سنة ( أمريكا كندا استراليا ) ومع ذلك فهي دول متطورة ومتقدمة جدا
وكذلك لا تقاس تطور الدول وتقدمها بمساحتها ولا حتى ثرواتها الباطنية فدول مثل ( الهند الجزائر ، السودان التي تعتبر اكبر دولة افريقية ) ولكنها جميعا للأسف ليست دول متطورة ويوجد بالمقابل دول مساحتها صغيرة وبعضها عبارة عن جزر مثل ( اليابان ) والدول لاسكندنافية ، تايوان ) ولكنها تعتبر دول متطورة ومتقدمة بل اليابان التي سبق وان ذكرت بأنها عبارة عن مجموعة جزر تصدر إلينا المواد الغذائية
فعجبا ما السر ؟؟؟
السر بسيط وهو موجود في القاعدة الفقهية:( الجزاء من جنس العمل )
يعني بكل بساطة العبرة بالثروة البشرية فمن يزرع يحصد ومن يعمل يلقى نتاج عمله فنحن المسلمون للأسف لا نأكل مما نزرع ولا نشرب مما نعصر ولا نلبس مما ننسج مع إن بلداننا مليئة بالخيرات وباطنها تحتوي على الثروات
فالإسلام يعلمنا بان لكل شيء مادة وروح وان السماء لا تمطر ذهبا وفي أمور الماديات إن أردنا إن نتطور يجب علينا إن نأتي بالأسباب ونتوكل لا إن نتواكل ( أعقلها وتوكل ) ومن رحمة الله عز وجل انه فرق بين الروح والمادة فالإنسان عندما يعمل يرزقه الله من دون إن ينظر إلى شكله أو لونه أو دينه أو معتقده فالله عز وجل ( اعدل العادلين) لذلك يقول الله عز وجل ( وأن ليس للإنسان إلا ما سعى وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى) لذلك فالسبب أصبح واضحا هم يعملون من دون كلل ولا ملل لتطور وتقدم بلدانهم فطوروا أنفسهم وتطورت بلدانهم ونحن للأسف لا نعمل بما فيه الكفاية فوصلنا إلى ما وصلنا إليه حتى صار كل شخص فينا يحمل الأخر أسباب تراجعنا فان أردنا إن نتطور أو نبدأ بإصلاح بلداننا علينا إن نبدأ من أنفسنا ( الإصلاح يبدأ من الشخص ) فالإنسان هو اصغر خلية في المجتمع والمجتمع عبارة عن سلسلة مترابطة مع بعضها البعض بحيث إذا طورنا السلسلة الأساسية إلا وهي الإنسان فسوف يتطور الباقي تلقائيا ( الأسرة – المنطقة – المحافظة ومرورا بالمجتمع بأكمله ) لننهض ولنعمل لمصالح بلداننا كل شخص وفق مجال عمله أو دراسته أو موقعه وحينها سوف نرى بلداننا تتطور وتتقدم وتزدهر بل قد نتفوق عليهم ولما لا فهم ليسوا بأحسن منا ولا اذكي ( لن يغير الله بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )