منذ تولي السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد رئاسة الجمهورية بدأ الفكر الشبابي يقود البلاد، وكنت - كما كثيرين- كلما سمعت عن تشكيل وزاري جديد يدفعني الأمل والترقّب حيناً، والشائعات الدائرة أحيانا، لأتوقّع إنشاء وزارة خاصة بالشباب
سيما وأن إجراءات جديدة بدأنا نتلمّس أثارها و تعنى بهذه الفئة التي غابت طويلاً عن ذهن وخطط الحكومة، لكنني كنت في كل مرة أفاجأ بغياب هذه الوزارة عن التشكيل الحكومي المعلن، فينتابني شيء من الإحباط، ويتداخل في نفسي شعور مختلط، وأفكار مبهمة لم أكن أجد تفسيراً لاستمرار هذا التجاهل لجيلنا.
لاحقاً، ومع إطلاعي على بعض تفاصيل آليات العمل الحكومي، ومقدار الأزمة التي تخلقها بعض القوانين والأنظمة داخل أروقة الحكومة عندما لا تملك أرضية وآلية تقنية وقانونية لاستقبال أفكار جديدة، أدركت أن هذا الحلم لم يكن ليتحقق بجرة قلم، لكنني لم أجد مسوّغاً لغياب خطة واضحة لدراسة إنشاء هذه الوزارة.
والآن، ومع سريان الشائعات عن تشكيل وزاري مرتقب، نتمنى أن نكحّل عيوننا هذه المرة بوزارة تنظر في شؤوننا وحاجاتنا الضرورية، وتدافع عن حقوقنا، وتتبنى مواهبنا، وتستوعب طاقاتنا، هذه الوزارة باتت الحاجة لها ملحة جداً، على الأقل حتى لا نشعر بعقدة النقص عندما نلجأ للمقارنة مع الشباب في بلدان أخرى هي في الحقيقة أقل منّا ثقلاً وحضوراً، ويكفي أن ننظر نظرة سريعة من حولنا لنرى كم من العناية الخاصة يتلقاها الشباب هناك.
وسأسرد هنا الهيئات الشبابية الرسمية على اختلاف مسمياتها في الدول العربية فقط، حتى لا يقال أننا نضرب المثال في غير محله:
في كل من الجزائر والسودان والكويت واليمن ولبنان وحتى في فلسطين(السلطة الوطنية الفلسطينية) وكذلك في العراق(المحتل) توجد وزارة للشباب والرياضة وفي مصر تسمى: وزارة الشباب وفي تونس تسمى: وزارة الشباب والرياضة والتربية البدنية وفي موريتانيا: وزارة الثقافة والشباب والرياضة وفي السعودية: الرئاسة العامة لرعاية الشباب وفي الإمارات: الهيئة العامة لرعاية الشباب وفي قطر: الهيئة العامة للشباب وفي البحرين: المؤسسة العامة للشباب وفي الأردن: المجلس الأعلى للشباب.
حتى أن هناك مجلساً ينبثق عن جامعة الدول العربية أنشئ منذ العام 1980يسمى (مجلس وزراء الشباب والرياضة في العرب)، انبثق منه أيضاً في العام 1992 (الاتحاد العربي للهيئات الشبابية) وتصدر عنه مطبوعة دورية تسمى(مجلة الشباب العربي) و بشكل غير مبرر يمثل سورية في هذا الاتحاد وفي كافة المحافل الدولية الخاصة بالشباب اتحاد شبيبة الثورة، وفيما يخص الطلبة يمثلها اتحاد الطلبة، ومع شديد احترامنا للاتحادين المذكورتين وما أنجزاه في السابق، فإننا لا نستطيع إنكار أنهما يتبعان قانونياً وعقائدياً لحزب واحد من ضمن مجموعة أحزاب ستتشكل الآن على قانون الأحزاب الجديد،إذاً هي تمثيلات جزئية ولفئة محددة من الشباب، ولا تشملهم جميعاً، إذا هناك الآن ضرورة ملحة لإحداث وزارة لا تسير وفق أفكار سياسية أو حزبية معينة، بل تكون وزارة لكل الشباب السوريين دفعة واحدة وكيفما تنوعت انتماءاتهم العقائدية والدينية.وخصوصاً في ظل المتاجرة باسمنا وتضمينه بمناسبة وغير مناسبة في الخطابات المغرضة.