القذى في مقتل القذافي أولا القذى : هو الأوساخ والقذارة . ومعنى العنوان : القذارة - والوساخة - في مقتل القذافي أما بعد :
يقولون لي أن مقتل القذافي قرار ليبي ! لا يا سيدي كما أن قرار مقتل صدام حسين ليس قرارا عراقيا بل إمريكي محض , كذلك مقتل القذافي . يا حسرة على بلاد تأخذ دواءها من عدوها , وتعالج إرتفاع ضغط الدم بنزع القلب .
أريدك بداية أخي القارئ أن تعرف أني لا أدافع عن القذافي, و أني لست ممن يقف دقيقة صمت على روح القذافي , وإني لست ممن يقف ليقدم له التحية العسكرية , إنما أنا أتكلم عن مبادئ تحتضر , وعن فض لبكارة الإمة العربية بلا خجل ولا وجل , وليست ببعيدة عنا – عيدية – الإمريكان لما قتلوا صدام حسين في يوم عيد الأضحى وقدموه للعرب أضحية ولم يراعوا في أمة الإسلام شعورا, ولا احترموا شعائر دينهم ويوم فرحتهم .
أخي وأختي أريد أن أسأل سؤالا : بأي حق يأتي جارك الذي هو صديقك ليقتل أخاك الذي بينك وبينه ضغينة ؟! يا من تمر على صفحتي بالله عليك متى كانت إمريكا أو بريطانية أو فرنسا تريد خيراً لبني العربان ؟! هل تظن أن حلف الناتو جمعية خيرية تعطيك ما تريد وتقول لك بالشفاء والعافية , لا بالله عليكم الآن إخواننا الليبيون أن تستعدوا لدفع الجزية عن يد وأنتم صاغرون .
والله لشيء مخز أن أرى بعض الشبان يقفون فوق بناء في سرت ويكبرون , ووالله لم أرى خلفهم ولا تحتهم ولا بين أيديهم إلا الخراب . هل رأيت القذافي يوما يتمسح بأعتاب أعضاء دول الناتو ؟ الجواب : لا , ولذلك قتلوه . لِم لم يقتل حسني مبارك ؟! وكذلك زين العابدين ؟! نعم صحيح لأنهم كهان في صوامع الإمريكان . فسبحان الله نحن نعين الأمريكان على أن نجعل من حكامنا خدما لهم , فهنيئا لأمة نحن أعداؤها. أخي إعلم أنه لا يوجد بلد يخلو من الفساد, والوالد في منزله لا يستطيع أن يكون رقيبا على كل أولاده , في جميع أقوالهم وتصرفاتهم وأوقاتهم , وهنا إذ أقول ذلك لا أبرر الفساد , بل يجب أن يحاسب الفاسدون حسابا عادلا, وأن نعمل جميعا ويدا واحدا لكي ننتشل بلادنا من مستنقعات الفساد , ولكن بشكل صحيح وبطريقة سليمة , لا أن نقطع الرأس لمجرد أن بعض شعره قد ذهب أو أن به دملة أو أن أحد العينين به ذهب نورها , بل نبحث عن العلاج الصحيح , و نتهم أنفسنا ونبدأ بمعالجة تقصيرنا مع ربنا ومجتمعنا, حتى نستطيع أن نوصل سفينة البلاد إلى بر الأمان . وخير الكلام ما قل ودل , وأرجو أن تكون كلماتي قد دلت على مرادي . والله من وراء القصد