يعاني الآلاف من المعلمين المكلفين خارج ملاك وزارة التربية من الظلم والإجحاف مقارنة بزملائهم المعملين المثبتين بالدولة ..
فالمعلم المكلف ليس لديه راتب ثابت يتقاضاه كل شهر وإنما يتقاضى مقابل كل حصة دراسية 120 ليرة لخريجي الجامعات و 80 ليرة لخريجي المعاهد و 60 ليرة للحاصلين على الشهادة الثانوية .. ويبلغ متوسط ما يتقاضاه المعلم بالشهر حوالي 7000 ليرة أي حوالي نصف راتب المعلم المثبت ..
فالمعلم المكلف لا يتم منحه إي أجر عن أيام العطل الأسبوعية أو العطل الرسمية والإجازات ولا في فصل الصيف ولا يأخذ المعلم المكلف أجره كل شهر مثل بقية المعلمين وإنما يحصل على أجره بعد انتهاء الفصل الدراسي وهذا ما يزيد من معاناته , والأجر الذي يتقاضاه لا يكفيه ثمن مواصلات ومأكل ومسكن وهذا ما يدفع المعلم إلى زيادة عدد حصصه التدريسية أكثر من النصاب مما يعرضه للتعب والإرهاق , وهو مضطر أن يتقدم بطلب التكليف إلى مديرية التربية كل عام مصطحباً أوراقه الثبوتية وورقة غير موظف و إلاّ لن يتم قبوله في العام الجديد , وبالرغم من زيادة رواتب الموظفين مؤخراً لم يتم رفع أجر ما يتقاضاه المعلم المكلف على الرغم من تدني أجره .. وهناك مفارقة مضحكة .. وذلك أنّه بالرغم من إعفاء موظفي الدولة اللذين لا يتجاوز راتبهم العشرة آلاف من ضريبة الدخل لم يتم إعفاء المعلم المكلف من هذه الضريبة على الرغم من أنّ ما يتقاضاه المعلم المكلف أقل من عشرة آلاف بكثير
والمعلم المكلف لا يتم تثبيته في وزارة التربية مهما بلغ عدد سنوات خدمته .. لأنّ أصحاب الشهادات الجامعية والمعاهد لا يتم تثبيتهم إلاّ بمسابقة رسمية وفي مثل هذه المسابقات لا تأخذ سنوات خبرتهم بعين الاعتبار والمعلم المكلف غير محمي في عمله وممكن الاستغناء عنه في أي لحظة وهو محروم من تعويض التدفئة وغيرها من التعويضات والامتيازات التي يحصل عليها المعلم المثبت في وزارة التربية على الرغم من أنّ جهد المعلم المكلف والمعلم المثبت واحد , ويقدر عدد المعلمين المكلفين خارج ملاك وزارة التربية حوالي 30% من إجمالي المعلمين في سورية وهي نفس نسبة الشواغر في مدارس سورية .. أي أنّ الشواغر موجودة ومع ذلك لا يتم تثبيت هؤلاء المعلمين .. ففي مطلع العام الدراسي أعلنت وزارة التربية أنّ عدد النقص في الكادر التدريسي في محافظة حلب فقط يقدر بحوالي 10 آلاف .
وأنا من منبر سيريا نيوز الحر أتوجه باسمي وباسم جميع المعلمين المكلفين إلى السيد وزير التربية الدكتور صالح الراشد وأرجو منه النظر في أوضاع المعلمين المكلفين وإنصافهم بزيادة أجورهم ووضع آلية لتثبيت الأكفاء منهم وخصوصاً أصحاب الخبرة الطويلة