بسم الله الرحمن الرحيم
إلى جميع المندهشين من قرار جامعة الدول العربية أقول:
أوكد لكم أن أحد لم يتفاجئ من هذا القرار والخارجية السورية تعلم به مسبقاً لكنها قبلت بكل شروطهم لرغبتها في الحل العربي أولاً ولإحراجهم ولكسب الوقت ثانياً وأقول لكل المعولين على الجامعة العربية تذكروا كيف نشأت هذه الجامعة فلولا مباركة بريطانيا ما قام هذا الكيان الذي يهدف حقيقة إلى التفرقة العربية وقد كان لهم ذالك فذكروني إن نسيت بموقف حقيقي مشرف للجامعة العربية غير الأقوال والتنديد والشجب وأخرها الاستغراب والاندهاش.
لم تمنحنا المبادرة العربية سوى عشرة أيام علماً أن المبادرة العربية الموجة لإسرائيل لم تزل قائمة رغم كل ما قامت به إسرائيل من اعتداءات وانتهاكات على لبنان وفلسطين المحتلة.
فأرجوكم يا أخوتي لا تعولوا على العرب فقد أعزنا الله بالإسلام وليس بالعرب وقد كان لنا تاريخ بالاشورين والفنيقيين والبابلين والكلدانيين والحثيين والميديين وحتى البيزنطيين والأغريقيين والفرس وغيرهم ولم يكن لنا تاريخ بالعرب.
السعيد من يتعظ بغيره والشقي من يتعظ بنفسه وأسال الله أن يجعلنا من السعداء لا من الأشقياء فكلنا نعلم أن إنذار غور لسورية في 14 تموز1920 عندما وافق عليه الملك فيصل تزرع غور بتأخر وصول برقية الموافقة نصف ساعة بالرغم من انقطاع البرق في سرغايا مع ذلك رفض المواطنين السوريين قبول فيصل وحكومته للإنذار واجتمع المؤتمر السوري وأعلن عدم شرعية أية معاهدة يبرمها فيصل وغادر إبراهيم هنانو المؤتمر ليعلن الثورة فيها على الفرنسيين أما الوزير يوسف العظمة فقد أعلن في دمشق: ( يجب ان نموت شرفاء ) ، وقال مقولته المشهورة: "لئلا يسجل التاريخ بأن قوات الاحتلال الفرنسي دخلت دمشق دون مقاومة اسمحوا لي أن أذهب لأموت"
وبيت القصيد أن الشيخ نوري الشعلان زعيم الرولا من عشيرة عنزة والذي شارك مع الجيش الفيصلي في تحرير بلاد الشام من العثمانيين قد تعهد بإرسال رجاله للمشاركة في المعركة وعددهم بالآلاف فلم يفعل ذلك وترك الجيش الدمشقي ليموت (المؤلف من ثلاثة ألاف من المتطوعين من الجيش ومن العشائر بعد أن حل الملك فيصل الجيش استجابة للإنذار) بمواجهة ثلاثين ألف من الفرنسيين أسماً لكنهم وللأسف من الجنسيات المراكشية والجزائرية والسنغالية باستثناء الضباط, هذه هي مواقف العرب التاريخية مع أجدادنا فهل ننتظر من أحفاد الخونة سوى الخيانة فإنما رجل الدنيا وواحدها من لم يعول في الدنيا على أحد
بل وأكثر من ذلك قامت عصابة من الخونة يتزعمها المدعو حسين الشماط بالسطو ليلا على أسلحة الجناح الأيمن لجيش المجاهدين فلم يستطع هذا الجناح الاشتراك في المعركة,كما تعرض الجناح الأيسر للجيش للخيانة فقد قام رجال المدعو أبو داوود وهو من زعماء قرية حلوى، المجاورة لميسلون بالانضمام إلى الجناح الأيسر للمجاهدين، ثم قام بالانسحاب وإطلاق النار على المجاهدين من الخلف واستشهد البطل يوسف العظمة وهو أول وزير دفاع عربي يقاتل بنفسه في الصفوف الأولى ويستشهد أمام جنوده، وهو الضابط الوحيد الذي استشهد من ضباط الجيش السوري في تلك المعركة فأرجو منكم أن تستخلصوا العبر من هذه القصة كي نميز بين الخطأ والصواب ونقي أنفسنا وبلادنا من شرور أفعالنا ولا نلقي بأيدينا إلى التهلكة.
صدق الفرزدق حين قال للإمام الحسين عليه السلام قلوبنا معك لكن سيوفنا عليك فأرجوكم أن تستخلصوا العبر من التاريخ وتعرفوا بعقولكم أنا المستهدف ليس النظام وإنما سورية وهي مستهدفة من الدول العربية قبل الغربية فهم يحسدوننا ويحقدون علينا لمناخنا وطبيعتنا وكرامتنا وشهامتنا وكبريائنا وشجاعتنا ولعزة نفسنا وحتى أشكالنا ولجمال بناتنا ولهجتنا وغيرها وجميعكم تشعرون بهذا وإن لم تدركوه يقيناً.
وأخيرا دعونا نتمسك بوحدتنا الوطنية مؤيدين ومعارضين من كل المذاهب والطوائف والأعراق ولنعمل على تصحيحي أخطائنا بأنفسنا دون تدخل خارجي فصواريخ الناتوا لن تميز بين منزل المعارض وبين منزل الموالي فإن كان الإسلام عمرة 1400 سنة والمسحية 2011 فسورية عمرها أكثر من 5000 سنة على أقل تقدير فجميعنا دون استثناء مؤيدين لسوريا ووحدتها واستقلالها وإصلاحها وتطويرها وإن لم نكن مؤيدين للنظام ومعارضين للفساد والتعسف والفقر والجهل وإن لم نكن معارضين للنظام فكلنا سوريون أولاً وأخيراً وخير ما اختم به هو قوله تعالى "كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون" صدق الله العظيم