قصة معاملة
منذ أن صدر القرار بالتسجيل على سكن عمالي للمعترين أمثالي فرفشت وهيصت وقلت جاء الفرج والحمد لله وأصبحت أحلم بالبيت الجديد وأتخلص من الإيجار الذي كسر ظهري( وبدينا المشوار في معاملة الجرار) عفوا بمعاملة السكن من دائرة إلى مديرية إلى قسم وما إلى ذلك من تواقيع وأختام (قلنا كرمال عين تكرم مرج عيون)
وبعد أن انتهيت من إجراءات محافظتي وجدت أن باقي التواقيع والأختام في دمشق العاصمة فبدأت أجهز نفس للرحيل إلى هناك واسأل ذوي الخبرة عن الجهات التي سأقصدها وكانت الصدمة الأولى فكل جهة من الجهات الرسمية في مكان فقلت في نفسي سأصبح مثل ابن بطوطة في رحلتي لاستكمال الأوراق ومنذ الصباح الباكر سرت في رحلة المليون ميل إلى وجهتي في دمشق وحط بي الرحال بعد معاناة السفر في منطقة عدرا ولدى رؤيتي للنظرة الأولى تخيلت أن يوم الحشر قد بدأ من هناك فكانت طوابير البشر تنتظر خروج الخبز من الفرن أو تنتظر شهادات التخرج فدخلت إلى المعمعة وسلمت المعاملة إلى الشخص الموجود على الباب الرئيسي للبناء وهو يستشيط غضبا ويزبد ويرعد وتارة يقول يا أخي أنا ما دخلني وبابتسامة وكأنه الملك على عرشه وبانتظار الساعات حتى خروج المعاملة وسماع اسمي كنت استمع للناس وهم يشكون المعاناة التي ذاقوها في بعض الدوائر الحكومية فمن البوكمال إلى القنيطرة اتحدنا وأصبحنا كالجسد الواحد وهذا إلي يقول( لا تشكيلي ببكيلك ) وكان هناك من أمضى الأسبوع والأسبوعان وحتى الشهر في معاملته وانتظرت خروجها وطال بي الانتظار إلى أن سمعت اسمي ينادى علية ويا فرحتي وأحسست أنني ملكت الدنيا بالتخرج اقصد بانتهاء الإجراءات واستلمت معاملتي وكانت الساعة 2 ظهرا مع العلم إنني وضعت المعاملة من الساعة التاسعة صباحا وهناك من جاء من الساعة 7.30 صباحا وكل يستلمها بفارق 3 إلى 4 ساعات أصبح الوقت غير مهم المهم أن تستلم المعاملة وسالت إلى أين الآن ونصحني بعض الإخوة
أن اذهب إلى وزارة الإسكان وكان العنوان معي فانطلقت وبعد السؤال واللف والدوران في دمشق الحبيبة وصلت إلى وجهتي وكان الدوام قد انتهى لكن هناك موظفين ما زالوا موجودين ومواطنين لهم معاملات وآخرين ينتظرون خروجها كما في عدر فسلمت المعاملة إلى الموظف وكان الجواب أسرع من البرق ارجع بعد يومين
فحاولت أن اصل بصوتي إلى مسامعه يا أخي أنا من خارج دمشق ومن محافظة بعيدة فكان الجواب نفسه يأتي وكأنه مبرمج على هذه الجملة وأضاف متلك مثل غيرك في من كل القطر وكلو لبعد يومين
وبعد انتظار على أحر من الجمر ذهبت في الصباح الباكر علني انتهي من هذه المعاملة العجيبة وصلت إلى وزارة الإسكان وبدا مشوار الانتظار لسماع اسمي وانتظرت و انتظرت وكل ما سألت يأتي الجواب لم تنتهي بعد وبدأت اعتقد أن معاملتي لن تنتهي وفي الساعة الثانية والنصف ظهرا خرجت معاملتي من المصنع وأخذتها مسرعا إلى مديرية الأملاك وبعد سؤالي عن موقعها فاخبرني احد أشقاء المعاناة أنها في المزة فأخذت تاكسي لعلي أستطيع أن احجز لها( سويت )في هذه الدائرة وبالفعل استلمها الموظف وبكل صدر رحب واخبرني أن أعود لاستلامها بعد ........ أسبوع (؟؟؟؟؟؟)اسبووووووووووع نعم من اجل توقيع وختم في عصر المعلوماتية والحواسب لمواكبة عصر التقدم
فعدت أدراجي اجر خيبتي إلى بيتي وبدأت افقد الأمل بان تنهي هذه المعضلة ونمت تلك الليلة وأنا أدعو الله أن يخلصنا على خير وبالفعل بعد أسبوع مرير من الانتظار وصلت إلى هذه المديرية وكأن البشر كلهم هناك من هول ما رأيت فهذا يريد معاملته وأخر يريد تسليمها والموظف بنهر هذا ويبتسم لهذا؟ (وبلا طول سيرة) وسؤال تلو السؤال عن مصير المعاملة العجيبة جاء الجواب بأنها قيد التدقيق !!!!!!!! لكنني لم استطع أن أراجع احد خوفا من أن لا يتم تدقييييييقها وتتأخر ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن في نهاية الدوام قيل لنا (إلي ما استلم معاملتو كمان أسبوع ) ما باليد حيلة فقلت في نفسي لعلني أسرعت بالحضور خليها كمان أسبوع الي صبر سنين بصبر كمان أسبوعين وبعد الأسبوع الثاني نفس الشيء لكن هذه المرة دخلت إلى المديرية بدلا من الوقوف على أعتابها وفي الساعة الواحدة والنصف قلت للموظف لن أغادر ما لم أخذها باليد ولدى إصراري قال لي (فوت دور عليها لحالك ؟؟؟؟؟ )وما كذبت خبر دخلت إلى الغرفة وإذ بي أجد الأوراق مبعثرة على الطاولات وعلى الأرض دون أي اهتمام وبعد البحث المضني وجدت ضالتي فقلت له يا أخي ( طيب ليش حاططها على جنب فقال لي بالحرف كل واحد بفوت بدور بنكتهون شو بدي اعمل مو ملحق شو بدك بالحكي لقيت معاملتك) فأجبته بفرح يغمرة الحزن على ما شاهدت وسمعت والمفاجأة الأغرب انه قام بالتوقيع والختم وأعطاها لي وهو مزهو بنفسه وكأنه قد قام بإنجاز عظيم خود هاي معاملتك صارت جاهزة انبسط
لم انبس ببنت شفة من هول المفاجأة أخذتها وأنا مذهول إلى مديرية الادخار واستلمها الموظف بعد معالجة وترجي لقبولها وكأنها مرض خبيث وكانت المدة يومان وتكون جاهزة فقلت في نفسي مو يومين رح أخليها أسبوعين كمان لكنني لم استطع أن انتظر مشاهدة العروس في حلتها فعدت إلى دمشقنا الغالية بعد أسبوع واحد فقط وكان الأمر هذه المرة أسهل فقد تم الاستلام بدون أي تعب بتمام الساعة الواحدة تماما ولم انتظر كثيرا فقط أربع ساعات( يا بلاش )
وهذه قصتنا مع المعاملة التي قامت بدور ابن بطوط في دوائرنا الحكومية الغالية ولسا بدنا شي رحلة إلى القمر لتنهي معاملة استلام شقة الأحلام وان شاء الله رح اخلي احد أحفادي يكمل القصة بعد أن يستلم شقتي فإلى اللقاء يا أعزاء