جاء في يوميات أبي :

قررت وأنا بكامل قواي العقلية وبدون أي ضغط أو إكراه أن أسمي ابني القادم تسونامي ..

واحذر كل من تسول له نفسه سرقة هذا الابتكار مني .. لذلك قررت المضي قدماً لتسجيل هذا الكشف الحضاري في مؤسسات حماية الملكية الفكرية في جميع دول العالم . وسيطلقون علي في الحي لاحقاً.. ها قد جاء أبو تسونامي .. حياك الله يابو تسونامي .. هيء هيء هيء ... وامرأتي المتجهمة الوجه سيليق بها هذا الاسم أيضاً : أم تسونامي .. تعالوا نشرب القهوة في بيت أم تسونامي .. أبو تسونامي طلق أم تسونامي لعدم احترامها لمشاعره وأفكاره .. هوه هوه أعتقد انه سيكون الانجاز الأهم في حياتي .. وللدقة سيكون الانجاز الأوحد والأبرز في حياتي .

سيكون مرهوب الجانب .. عظيم الشأن .. لمجتمعه ولأسرته لاحقاً ، مع توصية مني أن يسمي ابنه تسونامي الثاني ( وإلا سأغضب عليه في قبري ).. وهكذا إلى ما شاء الله .. وسيخلد التاريخ اسمي .. والناس .. والأخبار .. والنشرات الجوية ..والتقارير الاقتصادية .. وكل من هب ودب وسيدلعونه .. ( أبو الأعاصير ) . ولكن . ماذا لو قرر حلاقة شاربه .. تسونامي بدون شارب ! هذا لا يجوز .. هذه فضيحة .. إنها مصيبة وعلى مستوى العالم .. هذا هو العار بعينه ، كيف سأواجه الناس .. ما هو موقفي أمام الجماهير .. هل هذا هو أبو تسونامي .. هه .

يجب أن اجبره على تربية شاربه .. هل يعقل أن يتبوأ مكانه العالمي بدون شارب .. أرتجف كلما تخيلت ذلك .

وجاء في تسجيل صوتي يستعمل كنغمة رنين على جهاز خليوي لرجل مجهول :

- مبروك .. إنها أنثى ..!

- ماذا .؟؟. هه .!؟. من ؟.!؟. أين .؟؟!. شوارب .؟؟؟!

- زوجتك بخير والحمد لله ..

- ولكن .؟؟. أين أبو الأعاصير ؟؟!!..ماذا فعلتم به يا خونة .؟؟؟. ! ؟             

- ما شأننا نحن وأعاصيرك وتفاهاتك .؟

- أعطوني أبو الأعاصير وسنتفاهم حول موضوع الشوارب .

    تخطر ببالي هذه اليومية كلما فكرت بالإشاعة الشهيرة في مدينتنا والتي مفادها أن هناك إعصاراً قادماً سيقتلع كل شيء في حال تجرأ أياً كان على حلاقة شاربه .