سوريه هذه ليست سوريه ..... أيها السوريون موالون و معارضون .. صامتون و متظاهرون ... سلميون و مسلحون .. في السلطة و خارج السلطة .. في الداخل و الخارج ...
و كل من يحمل هوية كتب عليها الجمهورية العربية السورية , أسألكم سؤال الخائف على وطن يضيع .. على أمة تحترق .. على تاريخ عمره عشرة آلاف سنه .. هل هذه سوريه .. هل هذه سوريه التي بنت مجدا فينيقيا و آراميا و تدمريا و امبراطوريا هل هذه سوريه التي بنت مجدا للعرب من الصين إلى الأندلس ....
هل هذه سوريه بلد المسيح و بولس الرسول و التي منها و لولاها لما قرأتم الإنجيل ... هل هذه سوريه التي أطلقت الإسلام للعالمين و منها صدحت حناجر المسلمين من على مآذن الأموي و منها علا صوت أجراس كنائس باب توما ... هل هذه سوريه التي حمت على مدى آلاف السنين أمة العرب و الإسلام ...والعرض و الشرف و الدين ... و هل هذه هي الأمة السورية.... أمة المحبة و السلام و المسيحية والإسلام ... أم أمة القتل و الذبح و الفوضى و اللادين ... هل هذه هي الأمة السورية .. أمة الأمم و كاتبة الابجدية و مركز العالم .. أم أمة تقوم على بعضها لتحرق بعضها و تدمر بعضها و تفني بعضها ... من نحن لنفعل بسوريا و بالأمة السورية ما نفعله اليوم , ماذا سيكتب عنا التاريخ و نحن نمنح للآخرين أن يقرروا مصير سوريه و الأمة السورية ...
أين سنضع رؤوسنا اذا كنا سببا في صنع حرب اهليه تجعل في الشام و حلب و حمص و حماه و اللاذقيه و درعا و أدلب و دير الزور و ووووو و في كل قرية و في كل حقل و في كل منزل .. خرابا و دمارا و اغتصاب .... و ماذا سنقول للأجيال .. هل نقول لهم اننا فشلنا في حل مشاكلنا ... هل سنقول لهم اننا انقسمنا من اجل السلطة و من أجل الحرية و من أجل الإصلاح فأرادها كل طرف لنفسه فكانت مقبرة للجميع هل سنقول لهم اننا فقدنا العقل و صار الدم هو مقياس كرامتنا و من يقتل اكثر يكون عنده كرامة اكثر ... هل سنقول لهم ان الشهادة كانت يمنحها المواطن السوري لأخيه السوري بعد ان كانت تمنح من اجل الدفاع عن الوطن .... هل سنقول لهم عفوا لم نكن نقصد بل الآخرون تسببوا لنا بكل هذا فلم يكن لنا حول و لا قوة
لا أيها السوريون لا يليق بنا و لا يليق بسوريا دولة و شعب ان نترك قرارنا و مصيرنا و تاريخنا بأيدي من صنعنا لهم المجد و التاريخ ... كفا كل فريق منا أفعال تقتلنا و أقوال تخرب عقولنا و أفكار تدمر أدمغتنا ليست هناك أزمة حلت بأمة و تم حلها بالفعل و رد الفعل ... بالقوة و السلاح ... بالقمع و العناد ... برفض الآخر و إقصائه ... لا بد في النهاية من اللجوء للعقل للحكمة لفن الساسة و الحكماء و المثقفين ... فالندرك أنفسنا قبل أن تدركنا نهايتنا ... فالندرك الحل قبل ان يحلنا الآخرين .. فالندرك فداحة المصيبة قبل ان تصيبنا الكارثة ...
الكل يتحمل مسؤولية... ليس احد لم يخطئ ... المسؤول اخطئ و المتظاهر أخطئ و الموالات أخطأت و المعارضة أخطأت و حتى الصامتون أخطؤوا بصمتهم و من منا بلا خطيئة فاليرمها بحجر ... المهم ان نتصالح .. ان نتسامح ... ان نتحاور .. حوار حقيقي على قاعدة الصواب و نسيان الأخطاء ... على قاعدة الحوار من اجل سوريه و ليس من اجل السلطة .... على قاعدة الفعل الصحيح و ليس رد الفعل المدمر ...و نحن أبناء سوريه من سنفعل و من سيقرر و ليس الآخرون من سيفعلون و يقررون لنا و إلا فنحن لسنا سوريون و سوريه هذه ليست سوريه