إنني واحد من المواطنين السوريين الذين يطالبون بالإصلاح وإجراء انتخابات شرعيه ونزيهه ويتمنون أن تسود الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية وحرية واستقلالية القضاء وتطبيق مبدأ المحاسبة ومبدأ من أين لك هذا تحت مظلة قانون منصف وعادل كلاً من بلدي الحبيب سوريا وكافة البلاد العربية والاسلامية
ولكن .. ليس بالتخريب الذي يحدث الآن والذي تتم تغذيته ودعمه على المكشوف من أطراف كثيرة.
إنني لن أتحدث عن الوضع الداخلي مكذبا أو مصدقا لما يبث في بعض وسائل الاعلام بل إنني سأطالب كل إنسان مثقف يتحلى بقدر كافي من الوعي السياسي في هذا العالم أن يدرك حجم المؤامرة التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية المتصهينة ومن يصطف وراءها راضيا أو مرغما أو للأسف تابعا.
أولا: من هي الولايات المتحدة الأمريكية المتصهينه؟ إنها دولة لا تمتلك من مقومات الحضارة الإنسانية إلا شكلها حيث أنها منذ نشأتها لم تدعم الديموقراطية ولا الحرية في أي مكان من العالم ... للأسف إنها الدولة الوحيدة التي مازالت تخوض الحروب ضد الدول الأخرى وهي أكبر دوله راعية للإرهاب في هذا العالم ولا تسيرها إلا مصالحها الدنيئة والماسونية العالمية.
لا نريد ان نعود بالزمن إلى الوراء كثيرا حيث أننا مازلنا نرى ما تفعله بالفلسطينيين والعراقيين وما فعلته سابقا في لبنان ومؤخرا في السودان وليبيا. إننا لن ننسى أبدا كيف أباحوا قتل الفلسطينيين بالصواريخ الصهيونية الأمريكية وكيف انقلبوا على الحكومة الشرعية المنتخبة ديمقراطيا بشهادة العالم أجمع في فلسطين وكيف قتلوا ومازالوا يقتلون العراقيين وينكلون بهم والدليل فضائحهم بحق الأسرى العراقيين.
ثانيا: أقتبس بعض العبارات لكبار المفكرين العرب ومنهم الدكتور السعودي سعد عطيه الغامدي الذي ذكر في مقالة له بعنوان تجفيف منابع الإرهاب نشرها بتاريخ 09-10-2006 ((وهــل الغزو الفاشي لدول ذات سيادة والإطاحة بأنظمتها مهما كانت قمعية استبدادية على أساس انتقائي هو عمل خيري إنساني أم هي الصدمة والترويع التي تفرز التقسيم الجغرافي والحروب الأهلية والمناحرات الطائفية والقومية؟ وربما كان الهدف البعيد تمكين نظام آخر يحتل بلداً آخر وفي الوقت نفسه التمهيد لمزيد من هذه الحروب التي تحمل وراءها مطامع اقتصادية وسياسية ودينية ضمن إستراتيجية الإرهاب الذي يخضع لتعريف القوى ولكنه يكيفه على النحو الذي يريد. هــذه منابع إرهاب لا أحد يمكنه أن يحد منها أو يسيطر عليها لأنها في يد الأقوياء المتسلطين وهي تنمو بشكل متسارع في ظل غياب المنافسة الدولية في إدارة العالم وهيمنة القطب الأوحد الذي يستبد به جنون العدوان والسلطة والتطرف فيأتي من الإرهاب ما يشاء ويكيفه كيف يشاء تحت مسميات مقاومة الإرهاب أو نشر الديموقراطية أو حقوق الإنسان))
هذا بالإضافة لما صرح به مؤخرا المفكر العربي الكبير محمد حسنين هيكل من على منبر الجزيرة حيث فند أبعاد هذه المؤامرة السياسية الإعلامية بدقه وكذلك ما نشر عن الدكتور عبد الرحمن السديس من تنديد بما يحرض عليه شيوخ الفتنه وعلى رأسهم القرضاوي وأن الدماء التي تسيل معلقة بأرقابهم ومن منا لا يحترم السديس ويثق بحرصه على الاسلام والمسلمين ومن هنا نتيقن حجم المؤامرة التي دفعته لمثل هذا التصريح.
ثالثا: إن تحرك جامعة الدول العربية تجاه سوريا مشبوه ومستغرب فهي ترى ما يحدث في سوريا وتتجاهل كعادتها أحداث خطيرة تحدث في غيرها من الدول العربية وأهمها ما يحدث في فلسطين وليبيا وهي التي لم تستطع أن تتخذ منذ زمن طويل أي موقف مشرف تجاه قضايا الأمة العربية والإسلامية وهي التي لم تدافع أبدا عن الضحايا الذين سقطوا بالملايين في العراق وبالآلاف في لبنان وفلسطين وليبيا بسبب الهيمنة الكاملة على قراراتها من قبل الصهيونية العالمية حتى أنها في حرب غزه لم تستطع أن تقوم بعقد اجتماع على مستوى القمة أو حتى مستوى الوزراء فمن أين لها ولوزراء خارجيتها بهذا النشاط والتنادي لعقد الاجتماعات المتتالية كل عدة أيام على مستوى الوزراء لاتخاذ موقف مبيت وجاهز ضد سوريا في ظل الاستناد إلى كذب وتضليل القنوات الإعلامية؟
رابعا: إنني أؤكد من موقعي داخل سوريا ومن داخل دمشق بأن المشاكل الداخلية التي تعاني منها سوريا لا تشكل إلا جزءا صغيرا جدا من المشكلة التي سببتها الدول العربية والغربية المعادية لسوريا. إن الناظر بشكل محايد لمقاطع الفيديو المسجل أو المباشر للمظاهرات في معظم المناطق التي يجري التركيز عليها لا بد من أن يلاحظ ضآلة الأعداد واللجوء إلى التصوير من زوايا متعددة لنشر الفيديو على أنه من عدة مناطق كما تفعل بعض القنوات بشكل ممنهج بغرض تهويل الأزمة والدفع باتجاه التدخل الدولي والذي لا ينشر بالكامل هو الكم الهائل من الهجمات المنظمة التي يتعرض لها الجيش.
خامسا: إن السبب من وراء كل هذا التحريض والتضخيم وركوب الأزمة الداخلية واللعب على عقول بعض الشعب واستغلال التعصب الديني للبعض الآخر هو تنفيذ مخطط برنار ليفي للشرق الأوسط الجديد والذي تشكل فيه سوريا العقبة الوحيدة المتبقية والتي آمل وأدعو إلى الله تعالى أن ينصرها على أعدائها وأعداء الإسلام والإنسانية وأن يبارك فيها ويهيئ لشعبها الخير والسلام وهي الشام التي قال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم "بارك الله في شامنا ويمننا"
سادسا: إن سوريا لن تسقط مهما عظمت هذه الأزمة لسببين وجيهين جدا أولهما أن معظم الشعب العربي السوري يرفض التدخل الأجنبي والتآمر على البلد وفي هذه الحالة فإنه قد غض النظر عن الوضع الداخلي واصطف إلى جانب الدولة والنظام السياسي لأنه الضمانة الوحيدة لعدم تدمير سوريا وتحويلها إلى دويلات متناحرة كما يخطط ساسة ومفكري الصهاينة الجدد ومنهم برنار ليفي وغيره وثانيا لأن سوريا يمكنها الاعتماد على مواردها في تغطية احتياجاتها الأساسية وقت الأزمات إذا لا يمكن تهديدها بالقمح ولا بالنفط ولا بقوت الشعب وهذا بفضل من الله عز وجل وبفضل السياسة ألاستراتيجيه للدولة التي مكنتها من الدفاع عن الشعب العربي في العراق ولبنان وفلسطين علنا وبشرف ولم تضطر يوما للانصياع لإملاءات أعدائها.
وأخيرا وللأسف فإنه لا توجد مبادئ أخلاقيه تحكم العلاقات بين الدول في هذا العالم الذي نعيش فيه الآن، إنها سياسة الغاب حيث القوي يأكل الضعيف وحيث لا يوجد من يدافع عن حرية الإنسان وكرامته إلا ما ندر ولا تدافع دوله عن أخرى أو تهاجمها إلا لمصلحه خاصة معها أو مؤامرة عليها والذي لا يستطيع أن يرى هذه الحقيقة واضحة جلية بشكل لا يترك مجالا للشك فإنه ذو بصيرة ضعيفة.