المـــقدمـــة
من زوجتك الغالية ... كما أخبَرَتْني بذلك .. من زوجتك التي عاشت معك طوال الأيام والشهور والسنين التي مرت ... أهدي إليك هذه الرسائل.
هي كلمات دفعني إلى كتابتها ما رأيته من تغير عليك الهدف منها الإصلاح والله يعلم سريرتي .
زوجي / نحن بحاجة إلى مثل هذا التناصح لأن السكوت عن العيوب يجعل في النفس بعض الكراهية .
أعرني سمعك وكن معي بقلبك هيـا سـوياً إلى هـذه الـرسائـل .
الرســالة الأولى :
الســـعادة
كنت أقـرأ فـي إحدى الكتب فاستوقفني هـذا السؤال : هـل أنت سـعيد ؟
تأمـلت فـي هـذه الأحرف ، عـدُتُ إلـى نفسـي وسألتها هـذا السـؤال
يا نفس هل تشعرين بالسعادة ؟ بدأت أسأل عن السعادة ....
ثم قلت لنفسي : نعم أنا أشعر بالسعادة فعندي وظيفة ، ومنزل وأتمتع بجمالي، ويؤانسني زوج له مكانته
في المجتمع أنا سعيدة فعندي(3) أبناء و(3) بنات كلهم لهم رواتب جيدة ويُهدون لي بين الحين والآخر.
مرت الأيام ، لكن شعوري بالسعادة بدأ يقل ويقل ، وفجأة استوقفتني هذه القصة التي سمعتها من إمام الجامع إليك يا زوجي هذه القصة :
جاء رجل إلى الإمام أحمد رحمه الله و سأله : متى يجد العبد طعم الراحة ؟
فقال الإمام أحمد: عند أول قدم توضع في الجنة.
لم أنم تلك الليلة ، وبدأتْ تلك الكلمة تتردد علي ( عند أول قدم توضع في الجنة ) .
رجعت إلى نفسي ....ونظرت في المرآة .... وتأملت في نفسي وسألتها : هل تشعرين بالسعادة ؟
فلم تجبني..... تأملت في ملابسي .....في أثاث منزلي الذي هو أغلى الأثاث ..
زوجي
اسمح لي بأن أُصارحك .....عفواً فالكلمة قد تكون قاسية لكن لابد من سماعها ( كل ما قدمته لي لم يجلب ليَ السعادة )
نعم
أنا أشكرك على ما قدمت لي لكن قلبي لم يشعر بالسعادة .....إن سعادة القلب وطمأنينة الروح ليست في كل ما أملك....نعم أنا فقيرة ...... نعم فقيرة .....أتدري من ماذا ؟
أنا فقيرة من الإيمان ومن القرآن ومن الخشوع ومن التواضع ومن مراقبة الله عز وجل كم هي الوجبات الغالية التي قدمتها لي ... وكم هي الهدايا الثمينة التي أهديتها لي ولكن وبصراحة كم هي المواعظ الإيمانية التي قدمتها لي صحيح أنك اشتريت لي أجمل الملابس لكنك غفلت عن أعظم لباس لم تحضره لي{ ولباس التقوى ذلك خير}
زوجي أين السعادة ؟ نعم أريدها خذ مالي خذ أبنائي وبناتي خذ جميع ممتلكاتي ولكن أريد أن أتذوق طعم الإيمان ولذة الهداية كما وجدتها التائبات والعائدات إلى الله.