news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
فشة خلق
حديث المؤامرة ... بقلم : أسعد عبود

 العودة في كل ما يجري إلى اتهام (المؤامرة) هل يخلي مسؤوليتنا أم يضاعفها؟

ألم نعد الصخرة التي تتحطم عليها كل أشكال التآمر والبغي والظلم..؟


إن كنا تنازلنا عن ذلك فنحن شركاء في المؤامرة.. وإن كنا مازلنا كذلك.. فيفترض أن نتأثر بحدود بـ (حديث المؤامرة). والذي يبدو اليوم أن تأثرنا مخيف.. وإن كان له حدود فهي بعيدة جداً.. لم يبق شأن في حياتنا لم يتأثر.. والقادم أخطر وأسوأ.. وحديث المؤامرة لن يخدمنا كثيراً في تجاوز ذلك.

 

أن يتآمر علينا الغرب الاستعماري، فهذا من طبيعة الأمور.. ومشهود له تاريخياً.. وأن يشاركهم الأعاربة من شيوخ النفط وغيرهم.. فهو ليس بجديد.. وبالتالي السؤال الذي يسبق حديث المؤامرة

 

- أين استعدادنا لها؟ وهل فينا وفي إدارتنا لشؤوننا  مشاركة فيها أم مقاومة لها..؟

الإسهاب في الحديث عن المؤامرة، أسوأ أشكال المقاومة لها.

لماذا كل هذا الخطاب المكتوب، المسموع، المنظور، حول المؤامرة..؟!

لماذا ؟!

 

هل هو هروب من مواجهة الواقع المحرج الذي نعيشه ؟!

المؤامرة حقيقة موجودة وجود الدهر والحياة، وجوهرها التخطيط سراً لخدمة مصالح.. فهل من بريء منها.؟!

والمؤامرة الاستعمارية لا تخرج عن هذا المفهوم.. إلا في أنها ترصد نتائجها لخدمة المصالح الاستعمارية.. ومادامت مصالحنا متناقضة معها، فالطبيعي أن نستطيع مواجهتها دائماً.

لكن..

 

أعرف أن ليس لهذا الكلام من معنى.. لأنه منسوب إلى مجهول غير محدد.. نحن .. هم.. غيرنا.. غيرهم..؟! من يحدد لهذه الضمائر الأسماء التي نابت عنها..؟

من نحن ؟! ومن هم ؟!

الموضوع ليس فلسفة، بل هو الواقع لكل من يحاول أن يقرأ الواقع.. إذ يجد نفسه أمام مجاهيل تصعب وتعقد من أن تحدد الإمكانات لتوظيفها في مواجهة الظروف الراهنة.

 

دعوني أسأل السؤال التالي

من الذي يستطيع أن يقدر بدقة ما الذي يريده الشعب السوري..؟

ما الذي نجمع عليه.. وما الذي نختلف حوله.. وما هي وجهة نظرنا..؟

 

هل أقل من الإجابة عن هذه التساؤلات كي نستطيع توظيف الإمكانات فيما نواجهه.. أعني حصاد الرأي بدقة، والتعامل معه بجدية.

إذا كنت أنا ضد المؤامرة- وأنا كذلك- وأنت ضدها.. فلا يعني أبداً أن أحدنا ينصاع لما يرسمه الآخر ويخطط له ويقرره ؟! لنقل إن السوريين يجمعون على تماسك الوطن جغرافياً واجتماعياً.. هل يعني ذلك أنهم جميعهم يتفقون على أسلوب حماية الوطن وحفظ تماسكه؟!

لنستخدم مثالاً عملياً..

 

يواجه الشعب والوطن حالة تكتيكية تحتاج الإجابة وتنذر بالخطر، تتمثل في التوقيع على بروتوكول إرسال مراقبين من جامعة الدول العربية إلى سورية.

سأفترض أن هذا البروتوكول هو أحد إفرازات المؤامرة.. أفترض ذلك أو مقتنع به.. دعني أقل

 

في إطار مقاومة المؤامرة وفق الظروف القائمة والتهديدات المحتملة.. من يحصد الرأي السوري (رأي الشعب) في أن نوقع أو لا نوقع هذا البروتوكول..؟

أصوات ومبادرات تجوب العالم تتحدث عن سورية.. في الغرب.. في الشرق.. في الأمم المتحدة.. في الجامعة العربية.. كلٌ يدلي بدلوه.. والصوت الوحيد الغائب عن ذلك كله هو الصوت السوري.. صوتنا..!

 

أين مبادرتنا الوطنية لمواجهة ذلك كله..؟! لم أسمع عن مبادرة سورية.. أبداً.. ليس هناك فعل سوري.. بل هناك رد فعل مليء بالتردد والضبابية وربما التيه، لدى الموالاة، وأكثر منه بكثير  لدى المعارضة..!

 

في المرحلة الراهنة نحتاج بسرعة إلى حصاد الرأي السوري، وبالتالي الموقف والقرار القائم على نتائج حصاد الرأي.. لأن الخراب الذي يواجهنا يتحدى الجميع.. والمسألة ليست مسألة كعكة وحصص.. بل حكاية وجود وحياة.

مازلنا نبحث عمن يسمع ما نريد..؟

مازلنا نبحث عما نقول عبره ما نريد..!

 

كل يوم ننتظر.. وسواء وقّعنا أم لم نوقع، تعربت قضيتنا أم تدولت.. هو وطننا وهي مسؤوليتنا.. وكثير من السوريين لا يشعرون أن رأيهم ورؤيتهم عوامل مؤثرة في كل قرار..!

مازالوا كذلك.. ودمهم مهدور كل يوم.

 

2012-01-14
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)