التفكير عملية فطرية ، كل الناس يفكرون ولكن أفكارهم تختلف ، بعضهم لهو ولعب وبعضهم تدقيق وتحليل وبعضهم حب وبعضهم كراهية .
لكن هل الناس يفكرون نفس التفكير؟ بالطبع لا، الناس يفكرون حسب ما تمليه عليهم دياناتهم – عاداتهم – تقاليدهم .
وهناك أسباب لتعطيل الفكر كالعادات والتقاليد والاقتداء الأعمى والخوف الشديد من أصحاب البطش والخوف من النقد والسخرية والأوهام ودنو الهمة والهزيمة النفسية والتعصب القبلي والمؤسسي .
إذا استطاع الفرد منا تجاوز العوائق توجه نحو الايجابية ومجاري التفكير غير محصورة وثمراته غير متناهية والتفكير المتنوع هي ما نحتاجه بل يوجد ما يسمى صناعة التفكير وفيها التطوير والرقي ولكن هل كرسنا هذا المفهوم وزرعناه في أجيالنا وطلابنا أم كرسنا مفاهيم ارحم عقلك من التفكير ودع القلق جانبا" وعش بقلبك وروحك ومشاعرك ، بالواقع لا احد يمنعك من التفكير أنت من يمنع نفسك فلا وجود ليد تدخل إلى عقلك وتوقفه عن الحركة ولا احد سيقول لك لماذا تفكر ..
ولكن تداخلت الأمور بعالمنا المعاصر وتعددت واختلطت مما يجعلنا نفتقد القدرة على التفكير السليم ، بل أصبنا بالحيرة وضياع البوصلة .
لقد تعبت عقولنا وامتلأت بالأفكار القلقة والمتوترة والسؤال لأي مدى استطيع التفكير ؟
وفي عالمنا العربي ثلاث ممنوع التفكير وتسمى عفريت العالم العربي السياسة والدين والجنس ، على الرغم من أن ربنا أباح استخدام العقل قال تعالى ( يا أولي الألباب ) وبخصوص الجنس لا حياء في العلم بل والاهم التعلم بطرق نظامية وعلمية وموثوقة ، وبخصوص السياسة هي فن من الصعب فهمه أو الإلمام به .
لقد رأينا في الحياة أن الحب يعطل التفكير . وانه بالطب يقال ممنوع التفكير ... ممنوع التساؤل ... ممنوع الشك ، وانه ممنوع التفكير بزوجة ثانية وممنوع التفكير في منصب الرئيس ، وهناك أشخاص مرتاحين من التفكير كالمحششين والمجانين وفي الدين مساحات ممنوع التفكير والنظر فيها وهناك فلسفة تقول علينا التفكير بطريقة مختلفة وأكدت العديد من الأبحاث أن المبالغة بردود الأفعال تفسد وظائف العقل وان مصادر معلوماتنا هي من أهم العوامل المؤثرة بالتفكير وتوجهه .
وباعتقادي أن التفكير اكتساب وممارسة وتنمية ولكن الأهل منذ الطفولة يخبرون أطفالهم أنهم أغبياء ويتخذون جميع القرارات عنهم من اجل راحتهم ، وبالمدرسة تكرر نفس التجربة وبالجامعة وبإداراتنا الحكومية والخاصة مما يولد فقدان الثقة بالنفس والحيرة والتردد والارتباك عندما نواجه مواقفاً" يحتاج التفكير .
وهذا ما نواجهه حاليا" بالأزمة السورية التفكير العقلاني للمشكلة السورية يقول عندما لا أرضى عن مجلس شعب انتخبته جماعة أم أفرادا لا انتخبهم مرة أخرى واتبع مسيرة الحياة لا أن أوقف كل ما تم انجازه لأصل إلى الانهيار الاقتصادي والأمني والصحي هذه المكتسبات لم نصل إليها بسهولة وكلها ملكية عامة للسوريين ، لا ان ادفع باتجاه المواجهة نحن السوريون كشعب معروفين بأننا من أميز الشعوب وأننا ورغم قلة مواردنا استطعنا أن نتفوق على أنفسنا بمواردنا البشرية أي بعقولنا , لماذا لم نستطع ان نتجاوز المشكلة وان نحلل وأنا أقول ذلك للجميع شعبا وحكومة لأننا اعتدنا على سياسة عدم التفكير ريح رأسك وعندما حل الامتحان واحتجنا التفكير خذلتنا مهارتنا التي لم نمتلكها لأننا لم نكرسها كنهج منذ الطفولة بأولادنا منذ الصغر لأننا تعودنا ان هناك من يفكر عنا .
هنا توجب علينا مجتمعيا" التوجه نحو أسرنا ومربينا وأساتذتنا لتكريس مفهوم التفكير والتحليل واتخاذ القرار وخوض التجربة بأنفسهم لأجيالنا الشابة باكرا وكيفية والتعامل مع الأخطار وكيفية تأمين المعلومات الموثوقة والحصول عليها وتجنب التشويش الإعلامي .
وبتكريس هذا المفهوم يخلق جيل من الصعب أن يستخدمه احد أيا" كان ، ويكون عنده التفكير ممارسة وبناء .