فيما يلي قصة حقيقية, لم يستطع العدل أن يأخذ مجراه فيها, فقررت أن أشاركها بالرغم من لغتي العربية الركيكة التي تمنعني عن التعبير, لكن اخترت الكتابة بها عوضا عن الانكليزي لضمان أن تصل هذه القصة إلى أكبر عدد ممكن من الناس.
في حوالي الساعة الثامنة مساء وفي حيّ المالكي, وكلنا ندرك الزحمة في مثل هذا الوقت أثناء "استعراض السيارات و الشباب" اليومي, كنت بسيارتي راجعة إلى البيت و شاء القدر أن اضطررت الى أخذ طريق معين كانت فيه السيارات وراء بعضها البعض و السرعة لم تتجاوز ال 30 كما في كل سيارة (حتى الشباب يضمنوا انو كل البنات شافوا سيارتون الجديدة).
وكان يقف في منتصف الشارع بالضبط شاب محترم جدا و رجل بكل معنى الكلمة!! يريد تقطيع الشارع لكنه عندما رأى سيارتي لم يتحرك, فأكملت سيري حتى يقطع بعد مروري, لكنه غير رأيه و قرر التحرك فضغطت على الفرام و ذلك لم يزعجني لأن السيارة أصلا لم تكن مسرعة, و مع أن سيارتي لم تلمسه حتى و كانت بعيدة عنه, لكنه "حب يتظارف" و يعمل تمثيلية ادام الصبايا انو هو كان رح يندعس
و نط عالطرف التاني و انو هو ارتعب. أنا أكملت طريقي عادي لأنو عندي شي أهم ضيّع عليه وقتي, بس هو مشان يكمل العرض, صاح بأعلى صوته على مسمع من جميع الناس: "انت يللي إمك ****** و ****** كنتي رح تدعسيني يا حيوانة".
أنأ أعتذر وأعترف بخطأي, خطأي أنني عدت بسيارتي إلى الوراء لأنني لم أستوعب أن كلمات كتلك ممكن أن تقال على أمي أطهر إنسانة عرفتها البشرية. و قلت: "عفوا شو قلت؟؟", فهجم على سيارتي على مرأى من الجميع و باشر بضرب باب سيارتي و رفسها بكل قوة (متل **** وقت مايكون آكل), أنا حافظت على هدوئي لأول مرة بحياتي مع انه معروف عني عصبيتي الزائدة, لكن للأسف هدوئي استثاره أكثر (التيس بدو تيس يتناطح معه), مما جعله يدخل يده الى داخل السيارة و يضربني كف بكل عزمه. هذا الرجل (أو شبه رجل) لم يستطع أن يثبت رجوليته على من حوله فقرر أن يثبتها على فتاة في الطريق. أنا انهرت عصبيا وجمعت المالكي كلها عليه, فبدأ يحلف انو ما مد ايدو علي (قالو للكزاب حليف) وكل هاد مشان ما يضربوا الشباب اللي اجتمعوا عليه (كما قلنا هو لا يستطيع أن يثبت رجوليته الا مع إناث حصرا), ومع أنني فقدت أعصابي لكن لم أقبل بأن أنزل نفسي الى هذا المستوى من الإنحطاط ولم أقل حتى أي كلمة نابية.
وسألني شرطي المرور إن كنت أريد رفع دعوى على "الرجل", لكنه معروف ببلدنا أنه من المشين دخول الفتاة الى مخفر الشرطة فرفضت. طبعا في هذا الوقت استطاع "الرجل" الهرب عندما سمع كلمة دعوى (لأنه رجل كما قلنا). فرجعت الى البيت وكانت حالة الصدمة بدأت تزول فبدأت بالإقياء (عفوا) مع دوخة و تشويش بسيط في السمع و الرؤية فأخذوني إخوتي الى المستشفى لإجراء التحاليل المناسبة للاطمئنان.
في هذه الأثناء مخفر الشرطة قام بالإتصال على البيت للسؤال عني, فأنا مطلوبة إلى التحقيق بتهمة تعدي و أذى من قبل شبه الرجل ذاته (ضربني و بكى,سبقني و اشتكى). نصحنا محامي العائلة أن ننتظر حتى الصباح باليوم التالي لنرفع دعوى بوجود التقرير الطبي و الشهود (الشرطي و أصدقاء وجدوا وقت الحادث). لكن فوجئنا بمكالمة من أحد أصدقاء والدي (شخص مهم) طالبا منه الذهاب إلى المخفر بصحبتي من أجل الصلح!!! لأن برفع دعوى عليه, سيتم إيقافي وإيقافه بالسجن إلى أن تنتهي العطلة القضائية وينظر القاضي بروايتنا و طبعا بالنهاية سيكون الحكم لمصلحته لأنه تبين أن "و.ك" مدعوم من قبل ال "بابا" تبعو,مما يجعل صاحب الحق ليس مهما في هذه المعادلة كما في الحادثة التي نشرتها سيريانيوز عن حادث كفرسوسة مع الفتاة. وبما أنني الفتاة الوحيدة في عائلة محترمة فلم يقبل والدي بتوقيفي.
و تم الصلح و التنازل عن دعوتي و دعوته. لكن المضحك أنني طلبت منه أن يحلف على القرآن الكريم بما قاله حتى يأخذ الله بحقي في حين عجز النظام عن ذلك وحتى أضمن دخوله جهنم في يوم لن ينفعه فيه "اسمه". (ذكر بتقريره أنه لم يقترب حتى من سيارتي, طبعا مع الدموع التي ملأت عيني شبه الرجل أمام السيد العميد مشان تكمل التمثيلية), لكن لونه تغير و بدت عليه علامات التلبك, فأنقذه أحد "تابعيه" بأن القصة خلصت وما في داعي نرجع نفتحها!
أنا بحياتي ما حدا من عائلتي مد يده عليي, م من نحنا وصغار عرفنا شو الكلمات الغلط يلي ما بيصير تنقال و تعلمنا إنو الرجال بشخصيته مو بقوة إيده, و شفت إخواتي كيف عم يكبروا و يتربوا من أكبر رجال محترم (والدي) و صاروا يعطوا دروس بالرجولية يلي بنعرفها. بس يا ريت عرفنا من زمان انو السر مو هون. السر بالمصاري و الإسم. ولا 600 رجال بوقف بوجه هالشغلتين.
كل هذا لأنني فتاة, بس ليش يا ترى بحبك يا شام؟ لأنك بنت مثلي, مظلومة وما فيكي تحكي أو تعبري, في زمن صاروا البنات فيه أكثر نخوة وشرف من كائنات شبهت بالرجال لكنها لا تحوي إلا صفات الدجاج,القذارة و الدناوة, في زمن القوي فيه الاسم "الكبير" و يطغى على إسم آخر فقط لأنه إسم عادي.
بحبك يا شام لأنه مع كل هالقذارة يلي فيك, و المرتشين و الكذابين و الخائنين و الخانعين وأشباه الرجال, بس إنت لسه قوية وعم تحاولي تحافظي على حالك, و لسة ما انتحرتي من كل ها لأمراض النفسية و الطاقة السلبية يلي عم يحطوا فيكي!!! فقط, لأنك فتاة.
و لسة في كتير من الصفات اللي بتتمتع فيها البنت ببلدنا, بس ما في داعي ذكرهم لأنو كلنا من جوا بنعرف مسبقا كل يلي حكيته. بس يا ترى إيمتى رح يجي يوم يطلع الشعب من أمراضه النفسية و يطلعوا الرجال (بالمعنى الحقيقي) لإبادة مخلوقات شبه ذكورية و وضع حد لأسلحتها الأموالية الشاملة؟ إيمته رح نتعلم نفكر بغيرنا قبل ما نفكر بكرشنا اذا معبّى أو لا؟ إيمته رح نعطي سبب للغرب والأجانب ليوقفوا استغبائنا و المسخرة علينا؟
يمكن لازم اشكر الله لأنه لي حق الرأي و الحكي (يلي ما رح يطلع منه شي) في هذه البلد, مع أنني فتاة!!!
الله يحميك يا شام و يكون معك.