الزمان :الخميس الساعة الواحدة ظهراً
المكان : أمام مركز خدمة المواطن في طرطوس طبعا والباب مغلق
الحدث ....
هيه أنت يا أستاذ - صاح الحارس من على بعد عشرة أمتار - مو شايف الباب مسكر
والجواب الذي استغربت لماذا تقبله بكل هذه الدهشة : إي وليش مسكر
الحارس : مقطوعة الكهربا
أجبت : يعني إذا مقطوعة الكهربا ما فينا ندخل
الحارس : و راحو الموظفين ... -ظنا منه أن الأمور تنتهي عند هذا الحد-
: لكني أرى الموظفين من خلال الباب الزجاجي و لا زال لديهم زبونين ...
أيدني المراجع بجانبي : نعم ابني في الداخل و يريدني معه داخلا و لا أعرف كيف أدخل إليه
الحارس بلباقة عالية التهذيب : عم قلكن انتهى الدوام. و تركنا لأنه متأكد أن هذا الباب لن يفتح لأنه يعمل على الكهرباء
هنيهات و يخرج الزبون قبل الأخير أساله بلهفة من أين خرجت ؟؟؟ و أشار للوراء
أسلك إشارته و دون أن أشعر وجدت نفسي أمام حارس أخر .. كيف استطيع أن أكون في الداخل؟؟؟ ... لم أفهم عليه سوى أنهم لن يسمحوا لي
دخلت و ربما لم أفاجأ بأحد يعترضني لأنه لم يبق أحد سوى الموظفة المسؤولة عن ورقتي
حين وصلت اليها كان الحارس الذي استوقفني بالباب قد وصل الي مجددا : ما قلتلك يا أستاذ خلص الدوام ؟؟
لم أكترث لما قال .. و سألت الموظفة لو سمحتي : أنا قادم من محافظة أخرى
يرد الحارس : بتستنى لأخر الدوام و بتجي .. خلص .... الموظفين ضبو غراضن و خلص الدوام .
هنا استدرت إليه : ليش شو الساعة هلأ؟؟ بينتهي دوامكن عالوحدة؟؟
الحارس ببطولة : مبارح رجّعت ( بصيغة قلعت ) واحد جايي من الشام
: و مين قلك كنت عم أتسلى لحتى استنى رحمتك و اجيك بهيك وقت؟
الحارس : بس مقطوعة الكهربا و ما عاد فينا نشتغل .. - وبغيرة منقطعة النظيرة على الوطن- : بدنا نتحمل بعض على قطعة الكهربا
: ما اختلفنا بس اذا مقطوعة الكهربا بيخلص الدوام عالساعة وحدة
الحارس : بعدين لسا بدك تصورن و تجيب طوابع
: مصورها و هيي ورقة وحدة ومعي الطوابع
هنا تعود الموظفة لتفتح الخزانة و تحضر الأختام وينسحب الحارس من الموقعة و تختم الموظفة الأوراق ، ولا زلت حتى هذه اللحظة أسأل نفسي بماذا كانوا يحتاجون الكهرباء لاتمام ما سبق ..
لم تكن أختامهم كهربائية و لم تكن الخزانة بأقفال كهربائية .. وحده الباب الخارجي الذي يمكن الاستعاضة عنه كان يعمل على الكهرباء....
شكرا مركز خدمة المواطن في طرطوس لأنكم حريصون جدا على الوطن من خلال خدمة المواطن بالتعطيل عليه مستغلين انقطاع التيار الكهربائي.